| المعلومات | | الكاتب: | | اللقب: | ● المدير التنفيذي للموقع ● | الرتبه: | | | الصورة الرمزية | |
| الإتصالات | | الحالة: | | | وسائل الإتصال: | |
|  موضوع: حفظوا لنا الأصل فلهم علينا الفضل
 حفظوا لنا الأصل فلهم علينا الفضل  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشافعي رحمه الله مثنيا على أهل الحديث <حفظوا لنا الأصل فلهم علنيا فضل>
هم الأفاضل حازوا خير منقبة * ** هم الأُلى بهمُ الدين الحنيف ٌُ حُمي
**
اسلك منارهمو والزم شعارهم ** واحطط رحالك إن تنزل بسوحهم
إن الله سبحانه وتعالى قيض لهذا الدين حماة َو أنصارا للسنة , فكانوا أهلا للذب عن دين الله , وعن كتاب الله , وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان همهم ودأبهم رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفون عنها انتحال المطلين وتحريف الغلاة وتأويل الغوي اللئم وقد روي عن عبد البر في التمهيد (1/60) : عن عبادة بن سليمان المروزي قال : قلت لابن المبارك أما تخشى على العلم أن يجيء المبتدع فيزيد في الحديث ما ليس منه ؟ قال : << لا أخشى هذا بعيش الجهابذة النقاد>>
وكانت مهمتهم في الأمة إبلاغهم سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وهديه القويم .
فكان هديهم التفتيش والتقميش في حديث سيد المرسلين .
فكيف وصلت إلينا السنة لو لاهم ...
[/size]هم الجهابذة الأعلام تعرفهم *** بين الأنام بسيماهم ووسمهم
هم ناصروا الدين والحامون حوزته ** من العدو بجيش غير منهزم
فأهل الحديث هم الذين تركوا أولا دهم وديارهم و تركوا ملذاتهم وشهواتهم من أجل تصحيح لفظة واحدة فكيف بحفظ السنة كلها ؟؟؟؟؟؟؟
لم يلههم قط من مال ولا خول **ولا ابتياع ولا حرث ولا نعم
جاء في الجرح والتعديل للباجي 1 :عن محمد –يعني ابن سيرين - < إن هذا الحديث دين فانظروا عمن تأخذونه > وقال عبد الله بن المبارك : < الإسناد من الدين , ولولا الإسناد , لقال من شاء ما شاء > , وكان بهز ابن أسد يقول – إذا ذكر له الإسناد الصحيح - : < هذه شهادة العدول المرضيين بعضهم على بعض > , وإذا ذكر له الإسناد وفيه شيء قال : < هذا فيه عهدة > ويقول :< لو أن رجلا ادّعى على رجل عشرة دراهم لم يستطع أخذها إلا بشهادة العدول , فدين الله أحق من أن يؤخذ فيه بالعدول > , وقال الأوزاعي : سمعت يزيد بن حبيب يقول : < إذا سمعت الحديث فأنشد كما تنشد الضالة , فإن عُرف فخذه , وإلا فدعه > , وقال ابن عون : < لا يؤخذ هذا العلم إلا من عمّن شهد بالطلب > , وروى المغيرة عن إبراهيم (وهوالنّخعيُّ ) قال : < كانوا إذا أرادوا أن يأخذوا عن الرجل نظروا إلى صلاته وإلى هيبته وإلى سمته > , وقال عبد الرحمان بن مهدي : قال : شعبة : ( كنت أنظر إلى فم قتادة , فإذا قال : حدثنا , كتبنا عنه فوقفته عليه , وإذا لم يقل : حدثنا , لم أكتب عنه > , قال عبد الرحمان بن مهدي : < خصلتان لا يستقيم فيها حسن ُ الظن ّ : الحكم والحديث > , يعني لايستعمل حُسن الظن ّ في قبول الرّواية عمن ليس بمرضي ٍّ> اه
وقال أبو عبد الحاكم في< معرفة علوم الحديث> 2<إ ن أصحاب الحديث خير الناس وكيف لا يكونون كذلك وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم , وجعلو ا غذاءهم الكتابة , وسمرهم المعارضة , واستراحتهم المذاكرة , وخلوقهم المداد , ونومهم السُّهاد , واصطلاءهم الضياء , وتوسدهم الحصى , فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء , ووجود الرّخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس , و أهل السنة قاطبة إخوانهم , وأهل البدعة بأسرها أ عداؤهم > اه
هم البدور ولكن لا أفُول لهم ** بل الشموس وقد فاقوا بنورهم
لم يبق للشمس من نور إذا أفلت ** ونورهم مشرق من بعد رمسهم
لهم مقام رفيع ليس يدركه ** من العباد سوى السّاعي كسعيهم
فأهل الحديث هم من حفظوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونفوا عنها الكذب والأباطيل , ووقفوا في وجوه الكذّابين , ونخلوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نخلا , لا تأخذهم في الله لومة لائم ..
يقوالإمام الشافعي : ( من روى عن البيضاوي بيّض الله عيُونه ) يدعو على من روى عن البضاوي لأن البيضاوي مجروح .ويقول أيضا : ( الرواية عن حرام بن عثمان حرام ً)
وكانت لهم غيرة على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إن يحي بن معين لما حدث سويد بن سعيد ب : ( من عشق فعف ّ فمات مات شهيدا ) قال يحيى بن معين : لو أن لي فرسا ورمحا لغزوت سويدا , لأنه تجرأ في رواية الأحاديث الضعيفة
وروي شعبة بن الحجاج رحمه الله ذات يوم مقتنعا في نصف النهار , فقيل له : ألى أين أبا بسطام ؟ قال : أريد أن أعتدي على جعفر بن الزبير فإنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم 3
هذا دأبهم جعل الحجاج يشهد لهم ,جاء في < جامع بيان العلم> 4 لابن عبد البر: قال الحجاج لخالد بن صفوان : من سيد أهل البصرة ؟ فقال له : الحسن , فقال : وكيف ذلك وهو مولى ؟ فقال : احتاج الناس إليه في دينهم , استغنى عنهم في دنياهم , وما رأيت أحدا من أشراف أهل البصرة إلا وهو يروم الوصول في حلقته إليه ليسمع قوله ويكتب علمه , فقال الحجاج : هذا هو والله السؤدد >
هذا هو المجد لاملك ولا نسب ** كلا ّ ولا الجمع للأموال والخدم
فانظر إلى نماذج من أهل الحديث كيف كابدوا الصعاب وتركوا كل شيء وراءهم حتى يتحروا سنة رسول الله عليه صلوات ربي لتعرف كيف وصلت إليك السنة...
جاء في ترجمة أبي حاتم الرازي الإمام الحافظ شيخ المحدثين في السير للذهبي رحمه الله (13/247) كان لديه جلد عديم النظير في الصبر على الطلب وتحمل المشاق من أجله وفي السير أيضا (13/251) أن أبا حاتم قال : (( أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنين , أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ .
قلت : مسافة ذلك نحو أربعة أشهر سير الجادّة . قال : ثم تركت العدد بعد ذلك , وخرجت من البحرين إلى مصر ماشيا , ثم إلى الرّملة ماشيا , ثم إلى دمشق , ثم أنطاكية وطرسوس , ثم رجعت إلى حمص , ثم الرقة , ثم ركبت العراق , كل سفري الأول و أنا بن عشرين سنة ))
ونقل الذهبي في تذكرة الحفاظ (3/730) عن ابن أبي حاتم الرازي قوله : << كنا بمصر سبعة أشهر ولم نأكل فيها مرقة , نهارا ندور على الشيوخ بالليل وننسخ ونقابل , فأتينا أنا ورفيق لي شيخا , فقالوا : هو علبل , فرأيت سمكة أعجبتنا فاشتريناها , فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشيوخ , فمضينا فلم تزل السمكة ثلاثة أيام وكاد أن ينضى فأكلناه نيا لم نتفرغ نشويه ! ثم قال : لا يستطاع العلم براحة الجسد >>
وانظر إلى قصة أبو بسطام شعبة الخير مع حديث الوضوء 5
هذه القصة ذكرها بن حبان في مقدمة كتاب المجروحين من طريق أبي الحارث الوراق يقول وهو متروك , لكن القصة وردت من طريق الطيالسي أي أبو داوود الطيالسي عن شعبة , ونبه عليها أبو الحجاج المزي في كتاب تحفة الأشراف القصة الثالثة يقول أبو الحارث الوراق : جلسنا بباب شبعة نتذاكر السنة ,فقلت :حدثنا اسرائيل بن يونس ,عن أبي اسحاق السبيعي , عن عبد الله بن عطاء , عن قبة بن عامر الجهني , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ ثم : قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , فتحت له أبواب الجنة الثمانية ) أبوالحارث أكمل الحديث من هنا وشعبة لم يكن قد خرج من باب الدار , فسمعه يقول هذا الحديث , فلطمه شبعة ودخل الدار ,وكان مع شعبة عبد الله بن إدريس , فخرج شعبة وأبو الحارث يبكي , فقال عبد الله بن إدريس لشعبة : إنك قسوت على الرجل ؛ قال : إنه مجنون , إنه لايدري ما يحدث ,أنا سألت أبا إسحاق عن هذا الحديث ،
وسرد شغبة قصته مع هذا الحديث , وكان شعبة حافظا لأحاديث كثيرة جدا , لقد بذل شعبة جهودا عظيمة من أجل تصحيح كثير من الأحاديث من ضمنها قصة هذا الحديث
قال شعبة : أنا سألت أبا إسحاق السبيعي عن هذا الحديث , قلت له : سمعت هذا الحديث من عبد الله بن عطاء ؟ { لماذا سأل شعبة أبا إسحاق ؟ لأن أبا إسحاق كان يدلس تدليس الإسناد
لقد طاف شعبة الدنيا من وراء هذا الحديث , خشية أن يكون أبا إسحاق دلسه, ما معني دلسه ؟ التدليس لغة : اختلاط النور بالظلام , وتدليس الإسناد عرفه العلماء بقولهم : أن يروي الراوي عن شيخه الذي سمع منه وثبت لقاؤه به مالم يسمع منه وهذا أكثر أنواع التدليس دورانا في الأسانيد وأبا إسحاق كان من يدلس هذا التدليس وشعبة ابن الحجاج كان يكره التدليس جدا , وكان يقول ( التدليس أخو الكذب ) وكان يقول : ( لأن أشرب من بول حمار حتى أروي ظمئي أحب إلي من أن أدلس )وكان يقول: ( لأن أزني أحب إلي من أن أدلس )قول شعبة هذا يقصد به التنفير عن التدليس , والتشنيع على من يفعله كقول الله تعالى < فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر> الكهف/ 29 , هذه الآية ليس فيها حرية الكفر وكقول إبراهيم النخعي للذي جاء يسأله عن العقيقة ؟ قال : عق ولوبعصفور .مع ان العلماء اتفقوا أن العقيقة لا تحل بالعصفور و لا الدجاج , وإنما تكون من الأزواج الثمانية من كل مايخرج من الأنعام
المهم كان شعبة شديد النكير على المدلسين , فأبو إسحاق كان مدلسا , فكان شعبة لا يقبل من أبي إسحاق أي حديث إلا بعد أن يسأله , أنت سمعت هذا من شيخك ؟
شعبة بعد أن سمع هذا الحديث من أبي إسحاق قال له : أسمعته من عبد الله بن عطاء ؟ فغضب أبو إسحاق وأبى أن يجيب ؛ إذا فقد دلس أبو إسحاق وكان في مجلس أبي إسحاق السبيعي مسعر بن كدام , ومسعر كان أحد الأئمة الثقات الحفاظ الكبار,كان أبوحاتم يقول عنه : مسعر المصحف . ويعني المصحف .أنه لا يوجد عنده خطأ في الحديث من قوة حفظه وإتقانه , كالمصحف لايوجد فيه زيادة ولا نقصان.
فمسعر لما رأى أبا إسحاق قد غضب بسبب إصرار شعبة على أنه سمع أو لم يسمع , قال مسعر : يا شعبة ! إن عبد الله بن عطاء بمكة , فاذهب إليه , وشعبة كان بالبصرة , قال شعبة : فخرجت من سنتي إلى الحج ما أريد إلا الحديث . فلما لقي شعبة عطاء وكان رجلا شابا , قال : له : حديث الوضوء هل سمعته من عقبة بن عامر ؟ قال : لا { وانظر إلى نباهة أصحاب الصنعة بمجرد ذكر راوي الحديث عرف أي حديث يقصد دون ذكر سنده } قال له : لا , إنما حدثنيه سعد بن إبراهيم , وسعد بن إبراهيم هذا مدني , من أهل المدينة , قال شعبة فلقيت مالكا في الحج فقلت له : أحج سعد بن إبراهيم ؟ قال : لا , قال : لم يحج العام , قال : فقضيت نسكي وتحللت , وانحدرت إلى المدينة , فلقيت سعد بن إبراهيم , قلت له : حديث الوضوء أسمعته من عقبة بن عامر ؟ قال : لا . ولكن حدثني به زياد بن مهران , من عندكم خرج – من البصرة -. فخرجت وذهبت إلى زياد بن و أنا كثير الشعر وسخ الثياب , فقلت : حديث الوضوء , أسمعته من عقبة بن عامر ؟ قال : لا . وقال لشعبة ليس من حاجتك . و قال : لشعبة ليس من حاجتك . قال : لابد . قال : لا أحدثك حتى تذهب إلى الحمام فتغتسل وتغسل ثيابك وتأتيني . قال : فدخلت للحمام واغتسلت , وغسلت ثيابي وأتيت , فقلت له : حديث الوضوء , أسمعته من عقبة بن عامر ؟ قال : لا وإنما حدثني به شهر بن حوشب , فقال له : شهر عمن ؟ قال : عن أبي ريحانة عن عقبة بن عامر .. قال شعبة فلما ذكر شهرا قلت دمر على هذا الحديث لو صح لي مثل هذا الحديث كان أحب الي من أهلي ومالي ومن الناس أجمعين
ثم صحح العلماء بعد شعبة هذا الحديث
والدار قطني رحمه الله الذي نذر نفسه حارسا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال << يا أهل بغداد لا يطمع أحدكم أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا موجود >> اه
كفاهم شرفا أن أصبحوا خلفا ** لسيد الحنفا في دينه القيم
1-(1/291)
2- (ص35)
3- المقدمة في شرح بعض أسئلة المصطلح (ص/14) لمقبل بن هادي الوادعي
4-رقم 331
5- فك الوثاق من شرح كتاب الرقاق لأبي إسحاق الحويني 
|
أمان الجزائر | Dz Security :: 
حفظوا لنا الأصل فلهم علينا الفضل
الأربعاء فبراير 02, 2011 8:48 pm
مشآرڪآتے
السٌّمعَة
الْنِّقَاط
