:: بسم الله الرحمن الرحيم ::
" وإن عدتم عدنا " والمقصود يعرف نفسه
...............................
في السابق اعطيته بعض دروس التاريخ ولكن من نتائج الدراسة اتضح لي ان امثاله من الصنف الذي يختبأ حين تصطاد الأسود ويأتي ليأكل ما تركت من جياف فوجب ان اعطيه المزيد والجرعة هذه المرة اكبر لعلها تقضي على فيروسات العنجهية في دمه.
**************************
بالأمس إنتهى الحلم المونديالي بالنسبة للكثير من الجزائريين .. حلم ترقبوه على مدى تصفيات طويلة وشاقة قابلتها تضحيات جمى. تصفيات رأينا فيها الكثير من الحقائق تبرز للعيان .. واعدنا فيها ملاحم كثيرة ستظل خالدة على مدى الأزمان .. فكانت الجزائر مكسبا لهاذا المونديال لا المونديال مكسب لها.
بالأمس كنا مجبرين على ان نستيقظ من حلم المونديال الإفريقي والذي سابقنا الزمن للتحضير له .. بالإرادة والعمل والإتحاد والرجولة والشهامة والتضحية.
العديد إنتظروا مونديال القارة علهم يرون بطلا جديدا منها .. البعض كان يرشح الإيفواريين والبعض نسور نيجيريا والآخرون رأوا في نجوم غانة من يمكن ان يحقق المعجزة . حقيقة لا أحد فيهم رشح الجزائر ولكن .. الكل كان ينتظر الجزائر
لا كونها كانت مرشحة ولكن الكل إنتظر الجزائر ليرى معجزة جديدة فقد عودتهم الجزائر أنها لا تشارك للمشاركة وإنما تشارك لتحقق المعجزات .
الكل إنتظر الجزائر .. لا ليرى قوتها الفنية ولا حنكتها التكتيكية ولكن ..
إنتظروها ليروى كيف يمكن للإرادة ان تتجاوز كل الفوارق .. وليستلهموا منها " روح المحارب فوق الميادين "
إنتظروها وهم يعلمون أنها لن تقدم أسوء مباراة أو أملها في تاريخ كأس العالم
إنتظروها وعندهم علم اليقين أنها ليست الفريق الذي يقبل الخماسيات والسداسيات
إنتظروها وقد عودتهم أنها الفريق الذي يحطم كبرياء الكبار ويدك أنوف وخياشيم من هم مرشحون قبل دخول المضمار
أنتظروها ليستلهموا الدروس والعبر في عشق الأوطان والكفاح حتى الرمق الأخير
إذا كان كل العالم قد إنتظر المونديال ليتمتع بالسحر البرازيلي .. والفنيات الأرجنتينية .. والحنكة والتكتيكات الألمانية .. والصلابة الإيطالية .. والعطر الفرنسي .. والرعب الإنجليزي .. فهاذا العالم إنتظر الروح الجزائرية " روح المحاربين " ..
كل أنظار العالم كانت مشدودة لتتباع مبارياتنا لا لشي سوى لتتعلم
الذي لا يعلمه الكثير .. هو أن الكل كان يتامع مشوارنا بأدق تفاصيله
أعدائنا .. تابعوه وهم يخشون أن نتفوق فتكين لهم كالصاعقة وهو ماحصل ليعم الحداد بعد مجزرة الأنجليز
أصدقاءنا .. تابعونا لأنهم وثقوا بنا ووثقوا في إمكانياتنا ويعرفون من نحن وما يمكن أن نعمل وهم على يقين اننا لن نخيبهم
المحايدون .. تابعوا هاذا الفريق المجهول الذي عاد من بعيييييييييييييييييد .. عاد من أدغال بركينافاسو والغابون والبينين .. فريق غاب عن دورتين قاريتين ليفاجأ الكل ويقصي الغول " والمرشح الأول " .. ويرفع التحدي رغم ماكان ولتشهد على المعركة أم درمان.
محايدون تابعوا ليستلهموا الروح والشجاعة ومعنى أن ترفع التحدي .
هناك من يقول .. لو كنت أنا لكان أفضل مما كان .. وأنا أقول : أين أنت حتى تفعل أفضل مما كان ؟
أليس المنطق من يقول : الفوز للأتقى فإن لم يكن فهو للأقوى .. وأفهموها كما شئتم
وفي الأخير أكررها وأعيدها بأعلى صوت لتصم الآذان ..
المونديال من كسب الجزائر وليس الجزائر من كسبت المونديال
مونديال " يا كبتن ماجد " لم يتحسر على أرشافين ولا على أبراهيموفيتش ولا على بالاك و غيرهم من النجوم "
هو من كسب الجزائر ولم يخسر من خسر الرهان معها
نصيحة فقط .. المطالعة امر جيد فمن يناقش وهو عالم ليس كمن يناقش وهو جاهل

ومضة قلمي ..
" أن تتحسر على ماكان وأنت لم تكن حتى جزء مما كان .. اسوء من ملحمة ام درمان "

جزائري يا رمز البطولة .. علمهم معنى الرجولة
وعلى خير نلتقي ..