الصبر على البلاء في الدنيا قد يورثنا الجنّة .
أتت إمرأة الى النبيّ فقالت : إنّي أُصرعُ و إنّي أتكشّفُ فادع اللَّه تعالى لي ، قال رسول اللَّه(إِنْ شِئتِ صَبَرْتِ و لَكِ الجَنّةُ ، و إنْ شِئتِ دَعَوتُ اللَّهَ تعالى أن يُعَافِيكِ
فقالت : أَصْبِرُ فقالت : إنّي أتكشّفُ ، فادعُ اللَّهَ ألاّ أتكشّفَ فدعا لها) . متفق عليه .
و الصبر واجبٌ عند الصدمة الأولى و ليس كما يتصرّف بعض ضِعاف الإيمان الذين يتضجرون و يسخطوا و يجزعوا عند الصدمة الأولى ثمّ مع الوقت يقلّ سخطهم .
قال رسول اللَّه(إنّما الصَّبرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى)حديث صحيح ، متفق عليه .
و الاكتئاب ليس من صفات المؤمن لأنّ المؤمن مطمئنّ القلب و راضٍ بما قسم اللَّه له قال تعالى { الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ } ( الرعد : 28 ) .
و قال رسول اللَّه (إرضَ بما قسم اللَّه لك تكُنْ أغنى النّاس)حديث حسن رواه الترمذي .
و الشفاء من اللَّه فقد بيّن اللَّه تعالى لنا هذه الحقيقة في القرآن الكريم على لسان عبده و نبيّه إبراهيم(عليه السلام) حيث قال {وَ إِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } ( الشعراء : 80 ) .فالشافي هو اللَّه و ما الطبيب و لا الدّواء إلاّ أسباب للشفاء و نحن مأمورون بالأخذ بالأسباب و قد أوصانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالتداوي فقال (إنّ اللَّه تعالى أنزل الدّاء و الدّواء و جعل لكلّ داءٍ دواء فتداووا و لا تداووا بحرام)حديث حسن رواه أبو داوود .
و من الأدوية التي بيّن اللَّه تعالى للمؤمنين ، العسل و القرآن ، فقال تعالى في العسل { يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} ( النحل : 69 ) . يخرج من بطونها : العسل الذي يخرج من بطون النحل و قال تعالى مبيّناً أنّ في القرآن شِفاء { وَ نُنَزِّلُ مِنَ القُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ } ( الإسراء : 82 ) ..
و قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم(عَليكم بالشِفاءين القرآن و العسل ففيهما شفاء النفس و الجسم)حديث ضعيف ، رواه ابن ماجة .
و من الأدوية الشافية ، ماء زمزم لقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (زمزم لِمَا شُرِبَ له)حديث صحيح ، متفق عليه . فيا أخي المريض إشرب ماء زمزم بنيّة الشفاء لعلّ اللَّه يشفيك .
و قد تجد في الصيام شفاء لكثير من الأمراض قال تعالى { وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُم }
( البقرة : 184 ) .
و قد تجد في الدّعاء الشفاء ، أدعو اللَّه أن يشفيك و لا تيأس من الدعاء و تقول لقد دعوت اللَّه كثيراً و لم يستجب لي فهذا قول ضِعاف الإيمان ،
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم( أُدعُوا اللَّهَ وَ أَنْتُم مُوقِنُونَ بِالإجَابةِ يُستجَابُ لأحدِكُم مَا لَم يَقُلْ دَعَوْتُ فَلَم يُستجبْ لِي) حديث حسن رواه الترمذي .
و لمّا سأل سيدنا أيوب (عليه السلام)ربه الشفاء قال { أَنّيِ مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
( الأنبياء : 83 ) فماذا كان الجواب من اللَّه تعالى { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ }
( الأنبياء : 84 ) .
الضُّرّ : المرض .
فكشفنا ما به من ضرّ : أزلنا ما نزل به من سوء حال .
اذن لابد من التزام الرقية صباحاً و مساءً فهي شافية بإذن اللَّه .
و أخيراً يجب أن نعلم ويعلم اخوتي ذوي الإحتياجات الخاصةأنّ ابتلاء اللّه لعبده ليظهر للعبد صبره على ما ابتلاه
و يكون الأجر على قدر المشقّة