الملاحظات

الرئيسيةدخولأحدث الصورالتسجيل
المواضيع الأخيرةgoweto_bilobedجامعة المدينة العالمية وانتشارها عالميا25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الخميس يونيو 25, 2015 9:23 am من طرفgoweto_bilobedالمكتبة الرقمية في جامعة المدينة العالمية MEDIU في ماليزيا25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الخميس يونيو 25, 2015 9:22 am من طرفgoweto_bilobedكلية العلوم الاسلامية في جامعة المدينة العالمية - ماليزيا25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الخميس يونيو 25, 2015 9:22 am من طرفgoweto_bilobedمعهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها - جامعة المدينة العالمية MEDIU في ماليزيا25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الخميس يونيو 25, 2015 9:21 am من طرفgoweto_bilobedمجلة جامعة المدينة العالمية MEDIU25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الخميس يونيو 25, 2015 9:20 am من طرفgoweto_bilobedتعريف بجامعة المدينة العالمية في ماليزيا MEDIU25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الخميس يونيو 25, 2015 9:19 am من طرفgoweto_bilobedمركز اللغات في جامعة المدينة العالمية في ماليزيا MEDIU25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الخميس يونيو 25, 2015 9:18 am من طرفgoweto_bilobedوكالة البحوث والتطوير في جامعة المدينة العالمية MEDIU في ماليزيا25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الخميس يونيو 25, 2015 9:17 am من طرفgoweto_bilobedعمادة الدراسات العليا في جامعة المدينة العالمية MEDIU في ماليزيا25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الخميس يونيو 25, 2015 9:15 am من طرفgoweto_bilobedكلية العلوم المالية والإدارية في جامعة المدينة العالمية MEDIU في ماليزيا25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الخميس يونيو 25, 2015 9:14 am من طرف

مَرحباً بكُم في شبكة أمان الجزائر | المنتدى الأول للحماية المعلوماتية في الجزائر ، نحن هنا لنفيدكم ونحميكم ،،، لنعطيكم ونعلمكم ولا نريد مقابل ذلك إلا "إحترامكم وتقديركم"
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.




أمان الجزائر | Dz Security :: المنتدى العلمي :: باكالوريا2013 :: منتدى الفلسفة والأدب

شاطر
25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الأحد سبتمبر 11, 2011 9:42 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
  ● المدير التنفيذي للموقع ●
الرتبه:
   ● المدير التنفيذي للموقع ●
الصورة الرمزية

Dz TEAM

البيانات
الجنس : ذكر
البلد : 1
العَمَــــــــــلْ : 5
هوايتي : 7
مزاجي : 6
الإنتساب الإنتساب : 30/12/2009
مشآرڪآتے مشآرڪآتے : 1452
السٌّمعَة السٌّمعَة : 29
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 4979
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://www.dzsafe.com


مُساهمةموضوع: 25مقالةفي مادة الفلسفة



25مقالةفي مادة الفلسفة


الموضوع :السؤال المشكل.إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة (إن المجتمع هو النموذج والمصدر لكل سلطة أخلاقية)أطروحة فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها وتبنيها فما عساك إن تفعل ؟


إن مشكلة أساس القيمة الخلقية هي من أقدم المشكلات الفلسفية واعقدها التي اختلف حولها الفلاسفة والمفكرين منذ فجر التاريخ ،وتناولوها وفقا لأرائهم واتجاهاتهم الفكرية,ومن ابرز هذه الاتجــاهات .الاتجاه الاجتماعي الذي يرجع أصحابه أساس القيم الخلقية إلى سلطة المجتمع .فكيف يمكننا إثبات أن المجتمع هو المصدر والنموذج لكل سلطة خلقية؟

عرض منطق الأطروحة
ينطلق أنصار المدرسة الاجتماعية وفي مقدمتهم الفرنسي (دوركايم)من إن القيم الأخلاقية بمختلف أنواعها وأشكالها سببها المجتمع ,وما سلوك الأفراد في حياتهم اليومية إلا انعكاس للضمير الجمعي الذي يُهيمن على كل فرد في المجتمع .وفي هذا يقول –دوركايم –(إذا تكلم الضمير فينا فان المجتمع هو الذي يتكلم )ومنه فان المجتمع هو المنبع والأساس الوحيد للقيمة الأخلاقية .وكل فعل يقوم به الفرد خارج الأطر والقوانين الاجتماعية لا تكون له أية قيمة في المجتمع .وكل من يحاول التمرد على الأعراف والعادات الاجتماعية يُعَرضُ نفسه لاستهجانه وسخطه .ومن هنا كان للقيمة الخلقية قوة مؤثرة في الفرد فهو يستجيب لها راضيا أو كارها ولهذا يقول دوركايم –إذا استنكر احدنا الفاحشة فلان المجتمع استنكرها – ويقول أيضا *.....لا بُد أن تكون أخلاق الفرد هي الأخلاق التي يتطلبها المجتمع بالضبط .إذ أن أي فعل لا يقره المجتمع على انه أخلاقي مهما كان نوعه لا يمكن أن يكسب فاعله أي قدر من الهيبة والنفوذ........
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية
إن الأفراد المتمردون على القيم الاجتماعية وعند قيامهم بأي تصرفات منافية للقيم الاجتماعية يقومون بها بعيدا عن أعين المجتمع .فالسارق لا يمكنه أن يسرق شيئا إذا اعتقد أن غيره يراه .كما أن الواقع يؤكد بان سلطة المجتمع على الكثير من الأفراد أعلى من سلطة الشرع والعقل معا بدليل إن السواد الأعظم من البشر يلتزمون اشد الالتزام بالأوامر والنواهي الاجتماعية .بينما يقل التزامهم بالتعاليم الشرعية ..بالإضافة غالى أن الطفل ومنذ نعومة أظافره يحتك بالمجتمع من اجل اكتساب القيم الأخلاقية فيُقَوم ويُعَدل سلوكا ته وفقا لأوامر ونواهي المجتمع .
نقد خصوم الأطروحة
يرى أنصار الاتجاه العقلي وفي مقدمتهم الألماني كانط أن العقل هو الأساس والمصدر لكل قيمة خلقية لأنه الوسيلة التي يميز به الإنسان بين الخير والشر.وهو الذي يُشَرع ُ ويضع مختلف القوانين والقواعد الأخلاقية التي تتصف بالكلية والشمول أي تتجاوز الزمان والمكان .وقد اعتبر كانط الإرادة الخيرة الدعامة الأساسية للفعل الأخلاقي والشرط الذي ينبغي توفره في الإرادة هو الواجب ولهذا تسمى الأخلاق الكانطية- أخلاق الواجب -
وفي هذا يقول( إن الفعل الذي يتسم بالخيرية الخلقية فعل نقي خالص ,وكأنما هو قد هبط من السماء ذاتها)
ولكن أنصار هذا الاتجاه لا يستطيعون تفسير اختلاف القيم الأخلاقية بين الأفراد رغم ان العقل هو اعدل قسمة بين الناس .,كما انه ليس كل البشر يملكون الإرادة الخيرة .وهذا الإضافة إلى أن الأخلاق الكانطية هي أخلاق متعالية مثالية ولا يمكن تطبيقها على ارض الواقع

حل المشكلة
إن المجتمع يمدنا بمختلف القيم والقوانين الأخلاقية وهو سلطة متعالية على جميع الأفراد .والمرجع الأساسي لمختلف السلوكات الإنسانية ومنه فان الأطروحة القائلة إن المجتمع هو المصدر والنموذج لكل سلطة خلقية هي أطروحة صحيحة في سياقها ونسقها



هل نجحت الأسرة أمام تحديات العصر ؟


طرح المشكل :
الأسرة هي الخلية الاساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية ،تتكون من افراد تربط بينهم صلة القرابة و الرحم تساهم الاسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية و العقائدية و الاقتصادية فقد أختلف الفلاسفة و العلماء حول نجاح أو فشل الأسرة فمنهم من يرى أن الأسرة فشلت أمام التحديات و منهم من يرى أن الأسرة نجحت في كل وظائفه ؟ فأي الرأيين أصح ؟ و هل الأسرة قاومت كل التحديات و المصاعب التي تواجهها ؟
محاولة حل المشكل :
الموقف الأولى : قد فشلت الأسرة أمام التحديات :
الأسرة في العالم تعايش وضعية معقدة من التحولات الكبرى الحادثة في صلب الحياة الإنسانية المعاصرة، وهي بالتالي تواجه فيضاً متدفقاً من التحديات المصيرية، التي تنأى بها عن دورها الإرشادي والتوعوي الفاعل في زمن يختنق بتحولات العولمة والميديا وثورة الثقافة والمعلوماتية. لقد أثرت صدمة التغير على الأسرة فوضعتها في حالة احباط واهتزاز وتصدع، احاط بكيانها وأدوارها ورسالتها الأساسية في توجيه الجيل وتربية النشء وبناء الأمة والإنسان على مدارج الفعل الحضاري مما نتج عنه بأن تشارك في عملية التعليم مؤسسات غريبة عن المجتمع. لقد أدى تكاثر هذه المؤسسات التي تسحب من الأسرة بعض ما كان لها من مهام، إلى زيادة تعقيد مهمة الأسرة المسلمة ووضع على عاتق الوالدين عبئاً ثقيلاً، وجعل مهمة التعرف على الطرق المناسبة للتربية مهمة في غاية الصعوبة، خصوصاً وأن اتساع الفجوة بين الأجيال ازداد بسرعة فائقة. لقد تقدمت المعلومات والمعارف بسرعة مذهلة مما جعل معارف الكبار تبدو قديمة وغير مناسبة لمتطلبات العصر وتطلعات الشباب
لقد أدى انفراط عقد التربية الأسرية نتيجة للتغيرات التي صاحبت العولمة إلى ظهور أنماط تربوية من قبل الآباء تجاه أبنائهم أخطرها المواقف السلبية التي تصدر من الآباء في تربية أبنائهم، منها على سبيل المثال، الاغداق المبالغ فيه على الأبناء بطريقة تتسبب في مسخ شخصية هؤلاء الأبناء وعدم تقديرهم للمسؤولية وتعودهم على التسيب واللامبالاة وربما التهور في بعض الأحيان، فعندما يحصل المراهق الصغير الذي لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره على سيارة من والديه وبتخويل رسمي منهما، إنما يدل على قصور كبير في معرفة أسس التربية بين معظم الآباء والأمهات فالأغلبية يعتقدون أنه من الطبيعي جداً أن يمتلك أبناؤهم وبناتهم جميع أنواع الكماليات في مثل هذه الأعمال وإلا فإنهم سيتهمون بالتقصير في حقهم، ولكنهم يتفاجأون عندما يكتشفون أن "عدم تقصيرهم" في حق أبنائهم قد دفع هؤلاء الأبناء إلى الخطأ والجريمة والانحراف وأسوار السجون، المشكلة الحقيقية ليست فقط في سهولة حصول الابن على الأشياء الثمينة والنفيسة والمال الوفير، وإنما أيضاً في غياب من يتابع ويراقب أو يضبط عملية استخدام كل هذه الأشياء، فيعرف أنه مهما تمادى وأساء الاستخدام فليس هناك من سيحاسبه، الأمر الذي قد ينجم عنه الكثير من المشاكل والمآسي التي تنعكس على أسر بأكملها.
نقد : و لكن تطور المجتمعات من العصور القدم إلى يومنا هدا كانت الأسرة هي الأساس في هدا التطور و هي الكيان الدي يقوم عليه المجتمع فلا يمكن لنا إنكار و تجاوز أهمية الأسرة


الى أي مدى يمكن للتخيل ان يتجاوز الواقع ؟



المقدمة: إذا كانت القدرة على التخيل خاصية إنسانية فان السؤال المطروح، ما حدود هذه القدرة ؟ هل هي مرتبطة بالواقع أم تتجاوزه ؟

طبيعة الموضوع: يعرف التخيل: بأنه قدرة الفكر على استحضار الصور بعد غياب الأشياء التى أحدثتها أو تركيبها تركيبا حرا، و انطلاقا من هذا التعريف نستنتج أن التخيل نوعان: 1- تمثيلي: و هو استعادة الصور كما هي بعد تجريدها من عنصر الزمان و المكان وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بالإدراك الحسي، 2 – إبداعي: و هو قدرة الفكر على تجاوز الواقع و ذلك بإبداع صور جديدة بطريقة مغايرة تماما للواقع

وجود الموضوع: و يظهر هذا التجاوز في الكثير من المجالات 1- في العلم: حيث تمكن الإنسان انطلاقا من ملاحظات أن يضع فروضا علمية يفسّر بها الظواهر و يكتشف القوانين العلمية التى حولها بعد ذلك الى اختراعات و ابتكارات أضفت على وجوده بعدا حضاريا، 2- في الفن: حيث استطاع أن يعكس ذاته، و أعطى وجوده بعدا جماعيا تجلى ذلك في مختلف الفنون التى تبقى دوما مجالا خصبا لإبداعات الإنسان، 3- في الفلسفة و السياسة: و ذلك بإنشاء مذاهب فلسفية يفسر بها مظاهر الوجود و أنظمة سياسية تنشد الخير للإنسان الذي يبقى دوما السبب في قيامها.

قيمة الموضوع: فالمخيلة تحرر الإنسان من الواقع الضيق الحافل بالمشاكل و المتاعب الى الخيال الفسيح. فلولاها لضاقت به الحياة، ولما توصل الى هذه الإبداعات المختلفة، التى يتمتع بها اليوم

الخاتمة: إذن فالتخيل نشاط تحرري ساهم الكثير في تطور حياة الإنسان و نعمة إلاهية أودعها الله في الإنسان، كيف لا و هو خالقه و أدرى بطبيعته و متطلباته.





ما قيمة الرياضيات؟


المقدمة:الرياضيات علم عقلي مجرد يقوم على البرهان، و يختلف بذلك عن العلوم التجريبية التى تقوم على التجربة، غير أن الرياضيات اليوم تحتل مكانة الصدارة بين العلوم التى لا تستطيع الاستغناء عنها، و اكتسب قيمة كبيرة، ففي ماذا تتمثل هذه القيمة ؟ إذا عرفنا أن الرياضيات علم مجرد لا يدرس لذاته، نتساءل الى أي مدى يمكن ان نتحدث عن قيمة الرياضيات؟

التحليل:تدرس الرياضيات المفاهيم الكمية المجردة القابلة للقياس، بطابع عقلي بحت، الأمر الذي مكنها من الوصول الى نتائج دقيقة وواضحة، تنتج عن المقدمات بطريقة اضطرارية وجوبية، مما يضفي عليها نوعا من الصرامة المنطقية التى تقومّ العقل، وتجعله لا تقع في الخطأ. فإذا قلنا أن 4=2+2=1+1 كانت 4=1+1+1+1 بالضرورة.
هذه الصرامة التى تجعل الرياضيات تمتاز بشكل ملحوظ عن غيرها من العلوم، فتنت أفلاطون فدعا الى إدخالها برنامج إعداد حكام المستقبل، و جعلها شرطا أساسيا للدخول الى أكادميته، غير أن قيمة الرياضيات لم تبرز بالشكل الذي نعرفه اليوم، إلا بعد دخولها عالم الطبيعة، وأصبحت القوانين الفيزيائية تصاغ على شكل علاقة رياضية دقيقة، هذه الدقة التى تعتبر شرط المعرفة العلمية. يرجع تاريخ دخول الرياضيات مجال الفيزياء الى القرن السابع عشر بفضل أعمال كيبلار(1571/1672)الذي صاغ القانون سقوط الأجسام، و ديكارت الذي قدر حركة الكواكب تقديرا كميا، حينها أدرك الإنسان انه لن يتمكن من الغوص في أعماق الطبيعة، للكشف عن أسرارها، إلا إذا تعامل معها بلغة رياضية. يقول غاليلي:" الطبيعة لا تجيب إلا عن الأسئلة المطروحة عليها بلغة رياضية ".
إن الرياضيات عنده هي اللغة التى تفهمها الطبيعة، و بدون الرياضيات ليس هناك مجال للحديث عن الفيزياء، هكذا يقول برانشفيك "إذا فقدت الفيزياء طابع التقدير الكمي للظواهر، صارت مجرد إحساس بكيفيات قابلة للوصف لا غير "، فالفيزياء عنده بدون رياضيات تصف ظواهرها، و الوصف أدب و ليس علما، كذلك دخلت الرياضيات مجال الكيمياء على يد الكيميائي الفرنسي لافوازيه(1743/1794) و مجال البيولوجيا على يد مندل (1822/1884)، حين وضع قوانين الوراثة، وأصبحت البيولوجيا لا تستعمل الرياضيات فحسب و غنما تتضمنها.
إن النجاح الكبير الذي أحرزته علوم المادة في استخلاص العلاقات بصيغ كمية، مكنها في التحكم في الكثير من الظواهر، مما جعل العلوم الإنسانية بدورها تعمل على إدخال الرياضيات مجالها ـ لتقترب من الدقة التى تمكنها من الانظمام الى مجموعة العلوم. فاستخلصت قوانين صياغتها على شكل معادلات رياضية، أو مخططات بيانية، أو نسب مئوية كما نرى في الإحصاء، الذي يعتمد عليه الباحثون في علم الاجتماع. لا احد يستطيع أن ينكر اليوم، ونحن في القرن الواحد و العشرين، القيمة الكبيرة للرياضيات، التى مكنتنا من احتلال مكانة الصدارة بين العلوم و المعارف جميعها. وكانت ثقة الإنسان في الرياضيات كوسيلة لبلوغ الحقيقة التى حلم بها طويلا، لا يتخللها شك أو ريب، بفضل لغة الأعداد، وما تمتاز به من الدقة. إن التقدم المذهل و النجاح الكبير للتكنولوجيا المعاصرة في حضارتنا المادية، ليس إلا برهانا على صحة الرياضيات، وعنوان صدقها، مما يمكننا من القول مع برانسفيك:" أن العمل الحر الخصب للفكر، يبدأ من العصر الذي جاءت فيه الرياضيات، فزودت الإنسان بالمعيار الصحيح للحقيقة " لا يستعمل الإنسان الأعداد في العلوم و التكنولوجيا فحسب، وإنما يستعملها أيضا في حياته اليومية، لتكون أكثر دقة و انضباطا، وأصبحت مقولة الفيثاغوريين " الأعداد تهيمن على العالم " ليست خيالا، و إنما واقع يعيشه الإنسان، يجعله يتعرف بقيمة الرياضيات و فضلها عليه.

لكن ماذا إذا توقفها قليلا، ونظرنا الى الرياضيات كعلم قائم بذاته منفصل عن العلوم ؟ هل يمكن ان تكون لها، في حد ذاتها، نفس القيمة التى اكتسبتها كونها وسيلة ؟ و ما نحن متأكدون منه ان الرياضيات اكتسبت قيمتها لما استعملتها العلوم لغة تتكلم بها، وإن دعوة البعض من المعجبين بها الى دراستها كغاية في ذاتها، مثلما درس المنطق الصوري كغاية في ذاته في القرون الوسطى، خطأ كبير يجعل مصيرها نفس مصير الميتافيزيقا اليوم. ولا يعني هذا أننا نقلل من شأن الميتافيزيقا، ولكن ما نعنيه ان الإنسان اليوم، المتشبع بالروح الوضعية، لا يولي اهتماما كبيرا بها كعلم مجرد بعيد عن الواقع، بالرغم من نداءات كثيرة من الفلاسفة الذين حاولوا أن يردوا لها اعتبارها في زمن العلم و التكنولوجيا.

ما هي الرياضيات بمعزل عن العلوم ؟ إنها علاقة عقلية مجردة تربط منطقيا بين القضايا، أليست الميتافيزيقا علاقات عقلية مجردة تربط منطقيا ؟ لا نعتقد أن الرياضيات بمعزل عن العلوم ستجد من يهتم بها سوى بعض المعجبين الذين يجدون فيها متعة خالصة. أما عن قول فردناند (1866/1952):أن بالعمليات الرياضية وحدها يمكن الكشف عن أسرار الطبيعة، يضفي على الرياضيات طابعا سحريا، و يبعدها عن الواقع. إن الرياضيات لا تستطيع معرفة الطبيعة إلا إذا اتصلت بها. دخول الرياضيات مجال الفيزياء " و عقلنة الطبيعة " لا يعني أن الرياضي يمكنه أن يعمد الى نوع من التأهيل العقلي ليصل الى المعرفة أسرار الكون، بل بالعكس معرفة الطبيعة تكون بفضل التجربة التى تكشف عن أسباب الظواهر، ثم تتدخل الرياضيات، بعد ذلك، لتعبر عنها بلغة الأعداد الدقيقة. إن الإنسان لا يدرس الرياضيات كغاية، وإنما يدرسها كوسيلة تستعملها العلوم بعد كشفها عن العلاقات بين الظواهر، لتعبر عنها بعد ذلك بأسلوب الكم. لنقل أن الرياضيات خادمة العلوم، التى هي سيدتها.
و يجدر بنا أن نشير الى كون الرياضيات وسيلة العلوم، لا ينفي عنها كل قيمة في ذاتها. فإن الرياضيات تعتبر بحق أفضل و أنسب علم يعلم العقل كيف يجرد أفكاره و يقدمها في تسلسل منطقي محكم. فتعرف الإنسان بخفايا عقله، و قدرته على الغوص في أعماق العالم المجرد. وإذا كانت العلوم تعلمنا حقيقة الطبيعة، فإن الرياضيات تعلمنا حقيقة الفكر.
أما التهمة التى وجهت إليها، على أنها مجرد قضايا عقلية مجردة بعيدة عن الواقع، فيمكن ردها: إن الرياضيات اليوم تبدو متلائمة مع الواقع. يقول لوتمان:" إن التصورات الرياضية تتمثل ككائنات عقلانية يضعها العقل في تلاؤم مع الطبيعة و الكون ". و الدليل أن تصورات ريمان للمكان وجدت عالما يناسبها في الفيزياء إنشتاين التى تطبقها.

الخاتمة:وهكذا نستنتج أن الرياضيات وسيلة أكثر مما هي غاية، وإن كانت تفيد الإنسان كغاية، فإنها تفيد أكثر كوسيلة، تستعملها العلوم للكشف عن أسرار الطبيعة، و بلوغ الحقيقة، فإذا كانت الرياضيات قد أكسبت العلوم قيمة بفضل أسلوبها الدقيق، فإن العلوم قد أكسبت الرياضيات قيمة، كلغة لا يمكن التخلي عنها، في سعي الإنسان نحو الحقيقة.





-هل التنافس الحرّ كفيل بتحقيق الازدهار الاقتصادي؟-هل الازدهار الاقتصاديمرهون بتحرير المبادرات الفردية؟-هل تُحلّ مشكلة العمل بتقييد الملكية؟-هل تُحل مشكلة العمل بتحرير الملكية؟-هل تحقق الليبرالية العدالة الاجتماعية؟


مقدمة:
تعتبر الرغبة في الحياة المحرّك الأساسي عند جميع الكائنات الحية خاصة الإنسانوالحيوان تدفعهم إلى الحركة داخل الوسط الطبيعي بحثا عن عناصر البقاء وفي محاولةللاستفادة منه لكن حركة الإنسان [قصدية, واعية, هادفة] هذه الخصائص مجتمعة تعرف فيالفلسفة وعلم الاقتصاد بظاهرة الشغل الذي يحيلنا إلى موضوع "الأنظمة الاقتصادية" فإذا علمنا أن الرأسمالية تعتمد على التنافس الحرّ والاشتراكية تتبنى توجيهالاقتصاد فالمشكلة المطروحة:هل يتحقق الازدهار في ظل الرأسمالية أمالاشتراكية؟
الرأي الأول (الأطروحة):
ترى هذه الأطروحة أن [شرط الازدهارالاقتصادي يتوقف على مدى تطبيق النظام الرأسمالي في أرض الواقع] وهو نظام يحققالرفاهية المادية والعدالة الاجتماعية, ويهدف إلى ضمان "أكبر قدر من الربح الماديمع أكبر قدر من الحرية" تعود الجذور الفلسفية للرأسمالية حسب عالم الاجتماع "ماكسفيبر" إلى عاملين فلسفة التنوير التي دافعت عن حرية الفكر والتصرف والبروتستانتيةالتي مجّدت العمل والحرية, هذه الأفكار تجلّت في المذهب الفردي والذي من أكبر دعاته "آدم سميث" و"ستيوارت ميل" والرأسمالية تقوم على مجموعة من الخصائص أهمها [الملكيةالفردية لوسائل الإنتاج وحقّ التملّك] التي هي في نظرهم تشبع غريزة حبّ التملّكواعتبرها "جون لوك" من الحقوق الطبيعية للإنسان وامتداد لغريزته وقال عنها "جونستيوارت ميل" {الملكية الخاصة تقليد قديم اتّبعه الناس وينبغي إتباعه لأنه يحقّقمنفعتهم}وترى الرأسمالية أن الاقتصاد ظاهرة طبيعية أساسه قانون العرض والطلب الذيينظّم حركة الأجور والأسعار ومنه ضرورة [عدم تدخّل الدولة في الشؤون الاقتصادية] لأن تدخلها يتعارض مع أهمّ مبادئ هذا النظام وهو الحرية وهي حقّ مقدّس لكل إنسان لاينبغي النازل عنه وتدخّلها يضر بالاقتصاد لأنه يخلق عراقيل مختلف وهنا يظهر مبدأ [التنافس الحرّ] الذي هو في نظرهم ضروري لخلق حركية في الفكر والإبداع وإلغاءالتنافس يضعف الاقتصاد قال عنه "باستيا" {إلغاء التنافس الحرّ معناه إلغاء العقلوالفكر والإنسان} والتنافس يحقّق العدالة الاجتماعية وهذا ما أكّد عليه "آدم سميث" في كتابه [بحوث في طبيعة وأسباب رفاهية الأمم] لأن المصلحة العامة متضمنة فيالمصلحة الخاصة فالرأسمالية قادرة على تحقيق الرفاهية المادية
.
نقد(مناقشة):
لاشك أن الرأسمالية قد قسّمت المجتمع الواحد إلى طبقتين طبقة ملك وأخرى لا تملكوتجسّد بذلك استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.
الرأي الثاني (نقيض الأطروحة):
ترىهذه الأطروحة أن [الرفاهية المادية تتحقق في ظل النظام الاشتراكي] الذي بنظرهم يحققالعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد والاشتراكية{أيديولوجية اقتصادية ذاتأبعاد اجتماعية تمجّد الروح الجماعية} تعود هذه الأفكار إلى مجموعة من الفلاسفةمنهم"كارل ماركس" الذي رأى أن الرأسمالية تحمل بذور فنائها بداخلها حيث تزدادالفجوة باستمرار بين الطبقة البرجوازية المالكة لوسائل الإنتاج وطبقة البروليتاريا (الكادحة) ويفسّر ماركس هذا التناقض قائلاُ {الذين يعملون لا يغتنون والذين يغتنونلا يعملون} هذا التناقض يولد مشاعر الحقد والكراهية فتحدث ثورة الفقراء علىالأغنياء عندها تسقط الرأسمالية وتحل محلّها الاشتراكية التي تعتمد على مجموعة منالخصائص منها [الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج] التي ذكرها "فلاديمير لينين" فيبيان الحزب الاشتراكي السوفياتي فقال {الاشتراكية نظام اجتماعي لا طبقي له شكل واحدالملكية العامة لوسائل الإنتاج} وهنا تظهر الحاجة إلى تدخّل الدولة في الشؤونالاقتصادية أو ما يسمى "توجيه الاقتصاد" من خلال المخططات حيث يصبح العمال محورالعملية الاقتصادية ويتجسّد بذلك شعار |من كلٍّ حب مقدرته ولكلٍّ حب حاجته|وبذلكتتحقق العدالة الاجتماعية لأن الاشتراكية كما قال "انجلز" {نشأت من صرخة الألملمحاربة استغلال الإنسان لأخيه الإنسان}.
نقد (مناقشة):
الاشتراكية كان مآلها السقوطفي عصرنا هذا بسبب التواكل وغياب روح المبادرة والإبداع وهذه أكبر سلبياتالنظام.
التركيب:
إن النظام الاقتصادي الفعال الذي يجمع بين المبادئ والغاياتوالوسائل فلا ينظر إلى الاقتصاد نظرة مادية فقط دون مراعاة الضوابط الأخلاقية كمافعلت الرأسمالية كما قال عنها "جوريس" {إنها ترمز إلى سياسة الثعلب الحرّ في الخمّالحرّ} بل لابدّ من السعي إلى تحقيق تكامل بين الروح والمادة وهذه هي فلسفةالاقتصاد في الإسلام فالبيع مقترن بالأخلاق لــ"قوله تعالى" {أَحَلَّ الله البَيعَوحَرَّمَ الرِبَا} والملكية ثلاثية الأبعاد [الله, الإنسان, المجتمع] والزكاة تطهيرللنفس ومواساة للفقراء لــ"قوله تعالى"{وفِي أَموَالِهِم حَقٌّ للسَائِلِوالمَحرُوم} هذه الاعتبارات الأخلاقية والروحية تدفعنا إلى تجاوز الرأسماليةوالاشتراكية والدفاع عن الممارسة الاقتصادية في الإسلام.
الخاتمة:
وفي الأخير يمكنالقول أن الشغل ظاهرة إنسانية قديمة كان عنوانا للشقاء والعبودية في الفلسفاتالقديمة وتحوّل تحت تأثير "فلاسفة العصر الحديث" إلى مصدر للتحرر وبناء شخصيةالإنسان, وظاهرة الشغل ترتبط بإشكالات كثيرة منها إشكالية الأنظمة الاقتصادية التيتطرقنا إليها في مقالنا هذا من خلال تتبع أفكار المذهب الرأسمالي الذي اعتبر الحريةجوهر العملية وكذا المذهب الاشتراكي الذي مجّد الروح الجماعية ومن منطلق أنالاقتصاد الفعال هو الذي يربط الممارسة الاقتصادية بالمبادئ الأخلاقية نستنتج:يتحققالازدهار الاقتصادي عندما تتكامل النظرة الأخلاقية مع الأبعاد المادية



ما الذي يميز المعرفة العلمية ؟


المقدمة: ان المعرفة التي تأتينا من العلم الخارجي عن طريق أدوات الحس تمكننا من إدراك الأشياء إدراكا فطريا مباشرا، ويمثل هذا الإدراك المباشر للأشياء ابسط صورة المعرفة الإنسانية وهو ما يعرف بالمعرفة العامية أو العادية، ويمارسها كل إنسان في حياته اليومية.فالتفكير في الحقيقة واحد سواء عند الإنسان العادي أو العالم، بل ان العالم قد يفكر أيضا تفكيرا عاميا خلال حياته العامة، ولكنه من جهة أخرى يفكر تفكيرا خاصا يكون به معرفة متميزة عن الأولى يسعى من خلالها تجاوز هذا المستوى العادي من التفكير، فيقيم إدراكه للأشياء على أسس وخصائص تختلف تماما عما هي عليه في المعرفة العامية، فإذا كانت المعرفتان العامية والعلمية مختلفان فما الذي يميز بينهما ؟وما علاقة كل منهما بالأخرى في حصول المعرفة الإنسانية ؟

التحليل: ان أفراد المجتمع الواحد في كل عصر من العصور يشتركون في إدراكهم للأشياء باعتبار ان مصدر ثقافتهم ونمط سلوكهم واحد، وهذا الاشتراك في الثقافة وفي نمط الحياة من شانه ان يوحد بينهم في طرق انتفاعهم بالأشياء مما يولد لديهم مستوى من المعرفة يكون ضروريا بالنسبة للناس جميعا في حياتهم اليومية سواء عند العامي أو العالم فتكون بذلك المعرفة العامية والعلمية تهدفان الى تحصيل معارف قصد التكيف مع البيئة غير ان العالم يحاول تجاوز مستوى الإدراك المباشر للأشياء.كما ان المعرفتان العامية والعلمية تشبع فضول صاحبها، فالمعرفة العامية لا قيمة لها في العلم ولكنها رغم كونها أحلاما فهي تفسير للمجهول عند العامي قد يضاهي اقتناع العالم بحقيقة أبحاثه، وعليه فالمعرفة العامية والعلمية مظهران لطموح الإنسان في طلب المعرفة

ان المعرفة العامية وليدة آراء فردية خاطفة، وأحكام شخصية جزئية، لذلك تكون كيفية في شكل خليط من الأصوات والألوان والروائح كونها تتعلق بالإدراك الفطري للبيئة مباشرة، وهذا الإدراك الكيفي للأشياء يكون مشتركا بين أفراد المجتمع الواحد توجهه المنفعة الشخصية التي تعتبر بمثابة مقياس للصواب والخطأ عند العامة.لذلك قال باشلار: (ان الرأي يسيء التفكير إذ هو لا يفكر وإنما لا يترجم الحاجات والميول الى معارف ).أما المعرفة العلمية فهي تتميز بالكلية والشمول وقد قال أرسطو: (لا علم إلا بالكليات ) ويقول برتراند رسل: (العلم لا يكون إلا إذا كشفنا عن القوانين العامة ).وفي مقابل الإدراك الحسي المباشر فان المعرفة العلمية تحول الكيف الى الكم.فالمسموع والملون يصبح اهتزازات وموجات يخضع لقياس كمي دقيق، وبذلك تتحول الأحكام الساذجة المشبعة بالذاتية الى أحكام موضوعية تم بلوغها بطرق غير مباشرة.فالعلم تفكير منظم يستمد حقائقه من المشاهد الدقيقة والتجربة المنظمة ثم يربطها في نسق مجرد.

ان المعرفة العامية والمتمثلة في إدراكنا المباشر للأشياء تعتبر ابسط أشكال المعرفة الإنسانية تجاوزه.ولذلك فهي خاصة بالناس جميعا ويعتمدونها في حياتهم اليومية، إلا ان العلم لا يمكن ان يعتمد عليها فيسعى العلماء لتجاوز هذا المستوى من المعرفة ويقيمون إدراكهم للأشياء على أسس أخرى تختلف كل الاختلاف عما هي عليه معرفتهم الأولى.وعليه فالمعرفة العامية منطلق للمعرفة العلمية ولكنها في نفس الوقت عائق في طريقها وعلميا يجب تجاوزه.

الخاتمة:ان المعرفة العلمية هي معرفة كلية تعتمد التعميم وتتوخى الدقة والوضوح فتعبر عن مفاهيمها تعبيرا كميا دقيقا، وهي موضوعية يتجرد فيها الباحث عن الأهواء والغايات الشخصية وبهذا فالعلم يبني الظاهرة العلمية بناء يباعد بينها وبين الظاهرة كما تبدو في شكلها الخام لدى المعرفة الحسية المباشرة، وهي بذلك تختلف عن المعرفة العفوية العامية التي هي جزئية وفردية وذاتية توجهها منفعة الشخص العاجلة وتعتمد التعبير الكيفي الغامض.




ما رأيك في موقف المعتزلة من مصدر القيمة الأخلاقية ؟



المقدمة:اشتد النقاش حول مصدر القيمة الأخلاقية عند المسلمين ، فرأى المعتزلة أن الإنسان كان يرتاح لبعض الأعمال ، و ينزعج من الأخرى قبل مجيء الشرع . ألا يعني هذا أن الإنسان كان يعرف الخير و الشر بعقله قبل مجيء الشرع ؟ لكن الأشعرية من جهتهم يتساءلون: ألم نطلق على المرحلة التى عاشها الإنسان فبل الإسلام بالجاهلية مما يدل على جهله للخير، وما يجب فعله، أو تركه إلا بعد مجيء الشرع ؟ ألا يعني هذا أن الشرع هو الذي هدى الإنسان الى الخير و نهاه عن الشر ؟
و المشكل المطروح: هل العقل هو مصدر القيمة الأخلاقية أم الشرع ؟

التحليل:المعتزلة فرقة إسلامية من أهم فرق علم الكلام، أقامت مذهبها على النظر العقلي، و أولت تعاليم الدين تأويلا يتفق مع العقل. من أهم المسائل التى اهتمت بها مسألة الحسن و القبح في الأفعال. ليس الخير عندهم خيرا لأن الله أمر به، وليس الشر شرا لأن الله نهى عنه، و لكن الخير خير في ذاته، والشر شر في ذاته، فهما قيمتان أخلاقيتان مطلقتان. ولا يمكن ان يكون الصدق قبحا كما لا يمكن أن يكون الكذب حسنا. وإذا كان الله قد فرض الصدق و نهى عن الكذب، فذلك لما فيهما من حسن و قبح في ذاتهما.
إن الإنسان عند المعتزلة كان يدرك الخير و الشر بعقله قبل ورود الشرع، فكان ضميره يرتاح لبعض الأعمال، و ينزعج من الأخرى، كما يرتاح مثلا للشجاعة و الكرم، و ينزعج من الجبن و الخيانة، كما أن إقبال الإنسان على التعاليم التى جاء بها الدين الإسلامي بتلقائية كبيرة، دليل على أنها كانت تتفق مع ما في عقله من قيم أخلاقية. فلو أتى الشرع بما لا يدركه عقل الإنسان، لما أقيل الناس عليه، و لا يمكن لله أن يأمر بفعل هو قبح في ذاته، ففي تجويز وقع القرح من الله قبح عند النظام. كما أن الشرع لم يحكم في جميع المسائل التى اعترضت حياة الإنسان و استعمال المشرع للعقل لإدراك الخير و الشر، في الأمور التى لم يرد فيها نص، دليل على ان الخير و الشر يدركان بالعقل. و يرفض المعتزلة بذلك فكرة أن يتوقف المشرع عند حد القياس التى دعا إليها بعض العلماء المسلمين، بل يمكنه أن يتعدى ذلك الى أمور ليس لها اصل تقاس عليه.

لكن إذا كان الإنسان قبل ورود الشرع يتصور الخير و الشر، فانه لم يكن قادرا على التصديق بهما. و المطلوب في الشرع ليس تصور أو إدراك الحسن و القبح، و لكن التصديق بهما.

هذا ما ذهبت إليه الأشعرية التى تمثل الموقف المقابل للمعتزلة في مسألة الحسن و القبح في الإسلام. فالحسن عندهم ما أمر به الشرع، و القبح ما نهى عنه. فلو عكس الشرع الأمر، فأمر بالكذب، و نهى عن الصدق، لكان الكذب حسنا و الصدق قبحا. فالحسن و القبح ليسا ذاتيين كما يعتقد المعتزلة، بل هما اعتباريان، و إلا لم يتخلفا و لم يتوقفا على شروط. فالقتل قد يكون حسنا إذا كان دفاعا عن الشرف، وقبحا إذا كان اعتداء على ضعيف. إن الخير و الشر يتبدلان تبعا للظروف، و الناس يستحسنون و يستقبحون تبعا للشرائع. كذلك رأى الأشعرية أن قول المعتزلة أن الخير و الشر قبليان، وأن الله حدد الأوامر و النواهي لما في الأعمال من خير و شر في ذاتها، هو إنكار لإرادة الله الحرة في الاختيار. و الله فوق أ يتقيد بأي قانون أو شرط. أما في مسألة المشرع، فإن الأشعرية يرون أن المشرع يرجع دائما الى القرآن و السنة لاستخلاص الأحكام منهما، وهذا يدل على أن الإنسان لا يحكم على الفعل أنه خير أو شر إلا إذا رجع فيه الى الشرع.

ما لا نفهمه من موقف الشعرية قولهم أن فكرة أحكام الشرع تتحقق مع العقل، إنكار لقدرة الله المطلقة.
أن هذا العقل الذي ميز الله به الإنسان عن بقية الحيوانات، من خلقه هو، خلق الإنسان، وأودع فيه شيئا من حكمته. وطبيعي أن تتفق أحكامه الشرعية مع أحكام العقل. أما فيما يخص الكذب الذي يصبح حسنا، كما في حالة الكذب على المريض، فإن الحسن العارض لا ينافي القبح الذاتي.

وهكذا لا يمكن أن يكون مصدر القيمة الأخلاقية الشرع وحده، على أساس أن الإنسان كان يجهل الخير و الشر، إذ هناك من الأعمال ما اشمأزت منها النفوس، و نفرت منها القلوب حتى قبل مجيء الشرع. مما يدل على أن الإنسان بطبيعته يمكنه أن يعرف الخير و الشر.
غير أن مجيء الدين أكد القيم الأخلاقية، و أعطى لها صفة شرعية تجعل المرء يصدق بها تصديقا لا شك فيه. فبعد أن كان يتردد بين ما يراه حسنا بعقله، و بين ما يراه المجتمع قبيحا، جاء الشرع و حسم الأمر، فأصبح ما يأمر به هو الخير الذي لا يناقش، و ما ينهى عنه هو الشر الذي لا يناقش أيضا./إن الدين الإسلامي أشاد بالعقل، ورفع من شأنه، فلا تناقض بين الدين و العقل بل الدين و العقل إذا تعاونا معا، كانا مصدرين للتمييز بين الحق و الباطل. و ليس هناك ما يمنع القول بأن الحسن ما وافق الشرع و العقل معا، والقبح ما خالف الشرع و العقل معا.
و قد نعم.ن رابعة بن معبد رضي الله عنه أنه قال:" أتيت رسول الله (ص) فقال: جئت تسأل عن البر؟.فقلت نعم.قال: البر ما اطمأنت إليه النفس، و اطمأن إليه القلب، و الإثم ما حاك في النفس و تردد في الصدر، وإن أفتاك الناس و أفتوك". و هذا تأكيد من الرسول (ص) أنه لا فرق بين ما يأمر به الشرع، وما تدركه النفس من أمور البر و التقوى.
وتجدر الإشارة هنا الى أن بعض الأشاعرة أنفسهم لم ينكروا أهمية العقل كعامل مساعد للشرع.

الخاتمة:و هكذا نستنتج أن العقل و الشرع مصدران مهمان من مصادر الحكم على الأفعال إذا كنا نحكم على الأفعال أنها خير أو شر بعقولنا، فإن بالشرع نصدق أحكام العقل.



ما دور اللغة في تمكين الناس من التواصل؟


مقدمة: تعتبر اللغة من اغرب الظواهر عندالأفراد.الكلام ميزة إنسانية يختلف بها الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى، حتى قيل: (الإنسان حيوان متكلم ) فبهذه القدرة على الكلام وعلى استعمال الرموز والإشارات يتمكن الإنسان من الاتصال بغيره من أفراد جنسه فتكون اللغة أداة تواصل أساسية بين الأفراد وهي تحقيق التفاهم بينهم وتساعدهم في حفظ الماضي وفي نقله إلى الغير فما طبيعة اللغة ؟ وما دورها في أحداث عملية الاتصال بين الأفراد.

التحليل:إن أهم ما يميز اللغة هو أنها منظومة أو نسق من الرموز يصلح وسيلة الاتصال، ففي اللغة تتحد الصورة اللفظية أو الصوتية وهو ما يعرف بالدال بما يتمثلها ذهنيا وهو ما يعرف بالمدلول فتقوم اللغة على وجود الجانب المادي المتمثل في الألفاظ والجانب الروحي أو الذهني والمتمثل في الأفكار أو المعاني وذلك شبيه بورقة نقدية وجهها هو اللفظ أو الدال وظهرها هو الفكرة أو المعنى، فكلما ذكر اللفظ قام في الذهن معناه وكلما قام المعنى في الذهن معناه وكلما قام المعنى في الذهن لازمه تمثل اللفظ الدال عليه وهذا ما يعرف بالدلالة اللغوية كدلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام، إلا أن هذه الضرورة التي تحمل اللفظ دلالة ثابتة لا تعني وجود ضرورة ذاتية بين الدال والمدلول يبقى ربطا تعسفيا أي عدم وجود ضرورة ذاتية بين الإشارة اللفظية والمشار إليه، وهذا ما يجعل اللغة مجرد نسق رمزي حيث يقول هنري دو لاكروا: (اللغة هي جملة من الاصطلاحات تتبناها هيئة اجتماعية ما لتنظم بواسطتها عمل التخاطب بين الأفراد ) فاللغة وان كان يكتسبها الفرد فإنها عمل اجتماعي.ويقول دو لاكروا أيضا: (إن الجماعة هي التي تعطي للإشارة اللغوية دلالتها وفي هذه الدلالة يلتقي الأفراد ).

إن البحث في وجود اللغة ودورها في إحداث عملية التواصل يقودها بالضرورة إلى البحث في منشأ أو اصل اللغة، وهي مسالة شغلت الفكر البشري منذ القديم، وان كانت الاختلافات حول هذه المسالة كثيرة فان أهمها اتجاه يرجع اللغة إلى التواضع والاصطلاح أمثال: ابن سينا، جون لوك، أوغست كونت، بحجة أن الحيات البدائية سادتها الإشارات الطبيعية والانفعالية ثم تطورت إلى إشارات إرادية متفق عليها.وما زال الإنسان يتواضع مع غيره إلى يومنا هذا في مختلف المجالات، لكن اتجاه آخر يعتبر أن تعلم اللغة يفترض وجود هذه اللغة من قبل بمعنى أن كل تواضع يحتاج إلى لغة سابقة.

لهذا يتصور أن بداية اللغة كان مع بداية الخلق، وهو رأى ابن جزم ورجال الدين إذ يعتبرون الوحي مصدر اللغة باعتبار أن الإنسان ليس بإمكانه أن يبدع لغة لان كل إبداع للغة يقتضي لغة سابقة ولهذا يقول ابن جني في كتابه الخصائص: (أن أكثر أهل النظر اجمعوا على أن اصل اللغة إنما هو تواضع واصطلاح لا وحي وتوقيف إلا أن أبا علي ) (رحمة الله عليه قال لي يوما:هي من عند الله واحتج بقوله سبحانه:وعلم آدم الأسماء كلها ) وان كان الاختلاف قائما حول مصدر وجود اللغة فانه من المؤكد أن اللغة قد عرفت تطورا كبيرا وانتقالا نوعيا حيث انتقل الإنسان من استعمال اللغة الطبيعية وهي التي لم تنشا على اتفاق مقصود بل صادرة عن الغريزة والفطرة إلى استعمال اللغة المنطقية وهي الأكثر تجريدا والمتفق على وضعها مثل لغة العلم كالجبر والكيمياء.. وهكذا فان التفاهم والتواصل يقتضي أن تحدد عقلية الجماعة وهو ما تحدثه اللغة.

أن قيمة اللغة متأتية من كونها تفرض على الأفراد الذين يتكلمونهالحضارا، همم جماعة موجدة تتجانس ألسنتهم وعقليتهم فيشكلون و، فاللغةرية خاصة لأن كل وحدة لغوية تعبر عن وحدة حضارية.كما يقول دو لاكروا وهكذا تتعدد اللغات فتتعدد الجماعات وتتعدد الحضارات، واللغة المتطورة تدل على تطور المجتمعاتالكلية.ا، فاللغةة تؤدي خدمات كثيرة وهامة للمجتمع إلا أنها أحيانا قد تكون خطرة على الفكر في حالة عجزها عن مسايرتها كما قد تكون عائقا أمام التطور والتقدم في حالة تخلفها إلا أن المشكل الكبير في اللغة هو أن كل لغة خاصة بجماعة ما مما أشكالا حول اتصال هذه الجماعة بالأخرى.وهذا ما دفع بعض الباحثين إلى التفكير في لغة عالمية وكان ليبنز من الفلاسفة الذين عززوا فكرة اللغة العالمية أو الكلية.وهي فكرة تدعم أكثر لغة الاسبرنتو (لغة تقوم على مقاطع أصلية دولية أكثر ذيوعا )

الخاتمة:إن اللغة عمل اجتماعي، يطبع لسان كل فرد من أفراد الجماعة، فالجماعة هي التي تحدد دلالة اللغة وفي هذه الدلالة يلتقي الأفراد، فالفرد يكتسبها بالتدريب ثم ينقلها إلى غيره.فإذا كان الفرد لا يمكنه أن يكونها وحده.فانه لا يمكنه أن يستغني عن استعمالها كلما تمكن من تحقيق التواصل بشكل أحسن ولهذا مازال الناس يتواضعون على المصطلحات العلمية وغيرها من اجل التواصل والتفاهم بشكل أفضل و أدق.



يتبع............:11ap:





الموضوع الأصلي : 25مقالةفي مادة الفلسفة // المصدر : أمان الجزائر | Dz Security // الكاتب: Dz TEAM


توقيع : Dz TEAM





25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الأحد سبتمبر 11, 2011 9:44 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
  ● المدير التنفيذي للموقع ●
الرتبه:
   ● المدير التنفيذي للموقع ●
الصورة الرمزية

Dz TEAM

البيانات
الجنس : ذكر
البلد : 1
العَمَــــــــــلْ : 5
هوايتي : 7
مزاجي : 6
الإنتساب الإنتساب : 30/12/2009
مشآرڪآتے مشآرڪآتے : 1452
السٌّمعَة السٌّمعَة : 29
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 4979
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://www.dzsafe.com


مُساهمةموضوع: رد: 25مقالةفي مادة الفلسفة



25مقالةفي مادة الفلسفة


هل تؤسس العدالة على مبدأ المساواة أم التفاوت؟

مقدمة:

من الحقائق الفلسفية نجد لها سندا في الواقع أنالإنسان هو الكائن الوحيد القادر على إحاطة نفسه بمجموعة من القيم ومن هذا المنطقيختلف الناس في علم التقدم والتخلف تبعا لمضمون القيم التي يؤمنون بها ويدافعونعنها وعن البيان أن العدل هو أشرف وأرفع هذه القيم فإذا علمنا أن المساواة مطلبإنساني وتفاوت حقيقة واقعية.
-
هل يؤسس العدل على مبدأ المساواة أم تفاوت؟

الرأي الأول:
تجسيد العدالة الاجتماعية وتتجلى في مفهوم العدل فياحترام التفاوت بين الناس وهذا ما ذهب إليه أنصار الطرح شاع هذا الطرح في الفلسفةاليونانية حيث رسم أفلاطون صورة المجتمع العادل وفي نظره أنه يتألف من طباق أنالقوة العاقلة هي التي يجب أن تتحكم وتسيطر على قوى الغضبية والشهوانية وكذلك العدلأن نحترم تفاوت الطبقات فالفلاسفة أولا ثم الجنود والعمال وأخيرا طبقة العبيد وتحدثتلميذ أرسطو على أن العدل هو عبد مؤهلاته الطبيعية لا يمكن أن يرتقي إلى مرتبةالسيد قال في كتابه السياسة الاسترقات ضرورة طبيعية ومن أشهر الأنظمة الاقتصاديةالتي دافعت عن التفاوت الليبرالية وهي نظام طبقي طبقة تملك وسائل الإنتاج ولاتستعملها بنفسها وطبقة تملك هذه الوسائل وتستعملها وطبقة تملك الجهد فقط هذاالتفاوت الطبقي هو بمثابة الحافز فمن العدل أن يدافع عن التفاوت لأن الكل سيسعى حسبظروفه الاقتصادية واجتماعية وأكد طبيب بيولوجي تاريل أن الطبيعة جعل الكائنات الحيةطبقات بعضها أفضل من البعض وإنه إذا أردنا تحقيق العدالة الاجتماعية يجب أن نشجعبقاء طبقات قال في كتابه الإنسان ذاك المجهول لا مفر من أن تصبح الطبقات الاجتماعيةمرادفة للطباع البيولوجية يجب أن نساعد أولئك الذين يملكون أفضل الأعضاء والعقولعلى ارتفاع اجتماعي فكل فرد ينبغي أن يحصل على مكانه الطبيعي والحقيقة أن أنصار هذاالرأي اعتمدوا على حجج العقلية ومنه قوله تعالى:<<ورفعنا بعضهم فوق بعضدرجات>> هذا التفاوت هو قيمة العدل لأن الأفراد في حاجة إلى بعضهم البعضوملخص هذه الأطروحة أن تفاوت ظاهرة اجتماعية وطبيعية يجب الدفاععنها.

النقد:
لكن التفاوت إذا كان باسم العرف أو الدين سيتحول إلى عنصرتهوهذه الصفة تعاكس العادة الاجتماعية.

الرأي الثاني:
عند أنصار هذهالأطروحة حقيقة العدل تتجلى في احترام مبدأ المساواة بين الناس شاع هذا الطرح فيالفكر الإسلامي قال محمود يعقوبي: الناس سواء أن ليس هناك شيء أشبه بالإنسان منالإنسان لنا جميعا عقل وحواس وإن اختلفنا في العلم فنحن متساوون في القدرة علىالتعلم ومن الذين دافعوا عن الفكرة المساواة أنصار الفلسفة الماركسية وفي هذا قاللينينا الشيوعية هي نظام اجتماعي لا طبقي له شكل واحد للملكية العامة لوسائلالإنتاج والمساواة الاجتماعية الكاملة بين جميع أفراد المجتمع والاشتراكيةالإيديولوجية عرفت بدفاعها عن العدالة الاجتماعية من منطلق الروح تدل على النزعةالفردية ودرب يردون التفاوت في الحقوق باسم التركيبية العضوية والعقلية فقال هناكتفاوت جسمي وعقلي لا يمكن للمجتمع ولا للتعمير المذهب لكن لهذا التفاوت الحتمي أنيتحول إلى عنوان للنبل بالنسبة للبعض وذكاءه بالنسبة للبعض الآخر وطالب باكونينبالمساواة في حرية التعبير أي الحرية السياسية فقال لست في الحقيقة حرا إلا يومتكون كل الكائنات حرة نساء ورجال...فأن لا أصير حرا إلا بحرية الآخرين والخلاصة أنالمساواة شرط أساسي لقيام العدالة الاجتماعية.

نقد:
ما يعاب على هذاالرأي هو تركيزه على المساواة في الحقوق بينما الواقع يثبت وجودا التفاوت في العمالومنه لا يمكنه الأخذ دائما بالمساواة .

التركيب:
إن المقاربة الفلسفيةالسليمة لإشكالية العدل ترفعنا للوقوف أمام أسباب الظلم لفهمه وتجاوزه قال أرسطوتنجم الخصومات والاعتراضات عندما لا يحصل أناس متساوون على حصص متساوية أو عندمايحصل أناس غير متساوين على حصص متساوية ومنه يؤسس العدل على ضرورة التناسب بينالحقوق والواجبات والمقصود هنا حسب العفوية هو إتاحة الفرصة أمام جميع المواطنينلكي ينفي كل أسباب المواطنة الطبيعية وعندئذ تكون الكفاءة هي معيار الاستحقاقالفعالية هي مقياس التكلف بالمسؤوليات أي للمساواة مجالها وللتفاوت المكانة الخاصةبه.

الخاتمة:
الدارس لموضوع العدالة الاجتماعية يلمس حقيقة في غايةالوضوح هي أن العدالة من المواضيع الاجتماعية والسياسية والأخلاقية التي طرحت أكثرمن سؤال وكانت لا تزال بحق فحسب التقييم الفلسفي سواء من حيث ضبط المفهوم الماهيةأو البحث عن أساليب تطبيق العدالة الاجتماعية في أرض الواقع وفي مقالنا هذا تعممنافي فكرة التفاوت من خلال بعدها الفلسفي مع أفلاطون وأرسطو وبعدها الإيديولوجي معنزعة الليبرالية حملة مصطلح المساواة في فكرة شيشرون ومرودون والمذهب الاشتراكيومنه نستنتج أن العدل يرتكز على المساواة في الفرض وتفاوت في امتيازاتالنتائج.





هل يمكن تحقيق الاستقرار في ظلالديمقراطية الاجتماعية؟

مقدمة:
وصف الفلاسفة الإنسان منذ القديمبأنه كائن مدني بطبعه فحياته لا تقوم و لا تستمر إلا في ظل وجود سلطة تحكمه حتى أنأرسطو اعتبر الدولة من الأمور الطبيعية و الواقع أن استقرار التاريخ يجعلنا نميزبين نظامين: نظام حكم فردي يعتمد على الفصل بين السلطات و آخر جماعي يدافع عنالديمقراطية فإذا علمنا أم المذهب الليبرالي يتبنى الديمقراطية السياسية و أنالاشتراكية تؤمن بفكرة المساواة الاجتماعية فالمشكلة المطروحة *هل تستطيعالديمقراطية السياسية تحقيق الاستقرار السياسي؟ أم أنه لا يمكن تصور الديمقراطيةإلا في ظل المساواة الاجتماعية؟

الأطروحة الأولى:
ربط أنصار المذهبالليبرالي بين الديمقراطية و فكرة الحريات الفردية و هذا المذهب هو نظرية فيالسياسة و الاقتصاد كما ذهب إلى ذلك ماكس فيبر و أصحابها ينظرون إلى العمل السياسيمن زاوية المشاركة السياسية و حق المعارضة و هذا ما عبر عنه هانري مشال بقوله (الغاية الأولى للديمقراطية هي الحرية) و من الناحية الفلسفية ترتبط الديمقراطيةالسياسية بفلسفة التنوير تلك الفلسفة التي رفعت شعار (لا سلطة على العقل إلا العقل) و تجسدت هذه الفكرة بوضوح في فلسفة هيقل الذي قال الدولة الحقيقية هي التي تصل فيهاالحرية إلى أعلى مراتبها ) و القصد من ذلك أن جوهر الديمقراطية قائم على حرية إبداءالرأي و احترام الرأي المخالف وواجب السلطة هو حماية الحريات المختلفة ( السياسة والاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية) و في هذا السياق تظهر أفكار سبينواز الرافضةلفكرة التخويف التي تعتمد عليها الأنظمة الاستبدادية و هو يرى أن السلطة الحقيقيةهي التي تحمي حرية الفكر و تضمن المشاركة السياسية للأفراد و من الناحية التاريخيةتعتبر الثورة الفرنسية 1789 في نظر رجال الفكر و التاريخ أكثر الثورات التي حملتلواء الديمقراطية السياسية و خاصة دفاعها عن المساواة السياسية كما ذهب جفرسون فيصياغته للدستور الأمريكي إلى المطالبة الحكومات الديمقراطية بحماية حق الأفراد فيالحياة و التفكير و يمكن القول أن الديمقراطية السياسية تتميز بجملة من الخصائصأهمها :حرية الصحافة بجميع أشكالها و كذا تبني خيار التعددية الحزبية و الحق فيالمعارضة السياسية ،و ترقية و حماية الحريات الفردية المختلفة و الدفاع عن حقوقالمرأة و الطفل باعتبار الإنجاب الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السلطة أو البقاء فيهاكل هذه المبادئ، اختصرها كليسونفي مقولته: إن فكرة الحرية هي التي تحتل الصدارة فيالإديولوجيا الديمقراطية و ليست المساواة.

نقد:
إن فكرة الحرية السياسيةالتي دافع عنها المذهب الليبرالي محدودة ما دامت السلطة السياسية في أيدي أصحابالنفوذ الماليو الإعلامي.

نقيض الأطروحة
:
ذهب أنصار مذهب الاشتراكية إلىاعتبار المساواة الاجتماعية أساس الديمقراطية، و هذا المذهب ظهر كرد فعل ضد التطرفالإديولوجيا الليبرالية و في هذا المعنى قال فريدير أنجلرSad الاشتراكية ظهرت نتيجةصرخة الألم و معاناة الإنسان ) و ذلك أن الديمقراطية السياسية لم تنجح في خلق عدالةإجتماعية و بدل الدفاع عن المساواة بين الأفراد جسدت الطبقية في أوضح صورها بين منيملك و الذي لا يملك مما دفع أناتول فرانس إلى القول الذين ينتجون الأشياء الضروريةللحياة يفتقدنها و هي تكثر عند اللذين لا ينتجونها ) و من هذا المنطلق رفع كارلماركس شعارا(يا عمال العالم اتحدوا) و ما يمكن قوله أن الديمقراطية الاجتماعية التيدافع عنها أنصار هذه الأطروحة ترمي إلى ربط بين العمل السياسي و العدالةالاجتماعية، يمكن القول أن الديمقراطية الاجتماعية التي دافع عنها أنصار الأطروحةترمي إلى الربط بين العمل السياسي و العدالة الاجتماعية و من أجل تحقيق هذا الهدفاعتمدت على مجموعة من المبادئ أهمها الاعتماد على سياسة الحزب الواحد و هذا الحزبيلعب دور الموجه و المراقب و مهمته الأساسية خلق الوحدة الوطنية من خلال تركيز جميعالجهود في مسار واحد بدل تشتيت القوي كما هو حاصل في الديمقراطية السياسية و منالمنطلق أن الاشتراكية خيارا لا رجعة فيه (يسمح بوجود معارضة سياسية ) بل كل مايعارض فكرة الديمقراطية الاشتراكية يصنف في خانة أعداء الثورة. إن جوهر العملالسياسي هو خدمة الجماهير و إزالة الفوارق الطبقية من خلال إلغاء الملكية الفردية وتجسيد فكرة التملك الجماعي فالديمقراطية الاجتماعية تهدف إلى ضرورة الانتقال منالمرحلة الاشتراكية إلى المرحلة الشيوعية التي تتجسد فيها المساواة الكاملة و فيهذا المعنى قال لينين في بيان الحزب الشيوعي (الاشتراكية نظام لا طبقي له شكل واحدالملكية العامة لوسائل الإنتاج و المساواة الاجتماعية الكاملة بين الأفراد و ملخصالأطروحة أن الديمقراطية الاجتماعية ترى أن المساواة الاجتماعية هي التي يجب أنتحتل الصدارة في العمل السياسي و ليست فكرة الحرية.

نقد: ما يعاب علىالديمقراطية الاشتراكية الفصل بين النظرية و التطبيق فبدل تحقيق المساواة و العدالةالاجتماعية تحول العمل السياسي إلى خدمة أفراد الحزب الواحد مما عجل سقوط الأنظمةالاشتراكية.

التركيب:
ذهب لاكومب في تحليله لمسألة الديمقراطية أنهاتتضمن الحرية و المساواة لأن الحرية التي تطالب بها الديمقراطية هي حرية الجميع دوناستثناء فالمسألة هنا يجب النظر إليها من زاوية الكيف و ليس الكم و هذا ما أكد عليهمبدأ الشورى في الإسلام و الذي جاء القرآن الكريم بصيغة الأمر قال تعالى: (وشاورهمفي الأمر) فالشورى تشترط الحوار و الحوار يدل على الحرية (و أمرهم شورى بينهم) و منالناحية التاريخية تضمن مفهوم الديمقراطية منذ نشأته مفهوم المساواة و الحرية قالبريكليس (إن السلطة عندنا ليست مسيرة لصالح الأقلية بل هي لصالح الجماهير و منه أخذنظامنا اسم الديمقراطية) .

الخاتمة:
و مجمل القول أن الديمقراطية من حيثالاشتقاق اللغوي تتضمن فكرة الإرادة الجماعية لأنها حكم الشعب نفسه بنفسه فهي تتضمنمفهوم الرضا و القبول لأن السلطة الحاكمة تمارس وظيفتها باسم الشعب غير أن هذاالمفهوم يتضمن إشكالية فلسفية حول الأساس الذي يجب أن تبنى عليه الممارسةالديمقراطية هل هو الحرية أم المساواة و من ثمة كانت هذه الإشكالية جدلية في المقامالأول و هي تعبر عن التضارب الفكري بين الإديولوجيا الليبرالية و الاشتراكية غيرأنه من خلال التحليل الفلسفي الذي قمنا به توصلنا إلى هذا الاستنتاج: الديمقراطيةالحقيقية هي التي تأسس على منطق المساواة و الحرية معا .






الإشكال:هل كل ما لا نفهمه من السلوك الشعوري يمكن رده إلىاللاشعور؟
إن القول بأن الإنسان كيان مادي والبحث في ماهيته على هذا الأساسأمر
يتعارض والحقيقة حيث أن هناك جانب آخر يجب مراعاته ألا وهو الجانبالنفسي
فالإنسان ينطوي على كيان داخلي يشعر من خلاله ويعي به تصرفاته، وإذاسلمنا
أن الإنسان يعيش حياة نفسية شعورية فإن هذا التسليم يدفعنا إلى التقريربأن
جميع تصرفاته شعورية لاغير ولكن ما هو ملاحظ عند الإنسان العادي أنهيسلك
سلوكات في بعض الأحيان ويجهل أسبابها فهل هذا يعني أن الإنسان يعيشحياة
نفسية شعورية فقط ؟ أو بالأحرى هل يمكن القول بأن سلوكات الفرد شعوريةفقط
؟ وإذا كان العكس فهل هذا يعني أن هناك جانب آخر للحياة النفسية ؟.
إنتصرفات الإنسان جميعها نردها للحياة النفسية الشعورية فقط، كما يزعم
أنصارالاتجاه الكلاسيكي الذي ظهر في عصر النهضة الأوربية الفيلسوف الفرنسي
ديكارتالذي يقولإن الروح أو الفكر تستطيع تأمل أشياء كثيرة في آن واحد
والمثابرة فيتفكيرها وبتأمل أفكارها كلما أرادت ذلك، والشعور من ثمة بكل
واحدة منها) حيث يرىبأن ما هو عقلي هو بالأساس شعوري، ورفض إمكانية قبول
وجود عمليات عقلية غيرمشعور بها أي لا واعية مادامت كلمة عقلي تعني شعوري
فلا يمكن أن يكون هذا عقليولا نشعر به، وقد أخذ بهذا الرأي كل من هوسرل
وجون بول ستارت حيث نجد هوسرل يقولفي كتابه (تأملات ديكارتية)كل شعور هو
شعور بموضوع ما أو شيء من الأشياء بحيث لايبقى هناك فاصل بين الذات
والموضوع).وبمعنى هذا أن التفكير عن الكلاسيكيين هو مانشعر به ونعيه من
عمليات عقلية ولذلك اعتبر ديكارت أن أساس إثبات خلود النفسقائم على الشعور.
ونجد من المسلمين من تطرق لهذا الموضوع هو بن سينا الذي اعتبرأن أساس
إثبات خلود النفس هو الشعور وأن الإنسان كما يقول(إذا تجرد عن تفكيره فيكل
شيء من المحسوسات أو المعقولات حتى عند شعوره ببدنه فلا يمكن أن يتجردعن
تفكيره في أنه موجود وأنه يستطيع أن يفكر)،ومعنى هذا أن الشعور يعتبرأساسا
لتفسير وتحديد العالم الخارجي نظرا لما يتضمن من عمليات عقليةمتعددة
ومتكاملة .
إن الإنسان يدرك ذاته إدراكا مباشرا فهو يدرك تخيلاته وأحاسيسه بنفسه إذا
لا يوجد في ساحة النفس إلا الحياة الشعورية .
إن هذا الرأيأثار اعتراضا لدى الكثير من الفلاسفة وعلى رأسهم :فرويد،فرينك
لايبنتز، وهذاالأخير يقولإنني أوافق أن الروح تفكر دوما ولكن لا أوافق
أنها تشعر دومابأفكارها).كذلك كيف نفير بعض السلوكات التي تصدر من الإنسان
ولا يعي أسبابها كماأننا نتصرف أحيانا تصرفات لا نعي أسبابها ولا يمكننا
إدراجها في ساحة الشعورلأننا لا نشعر بها وإذا كانت الحواس غير قادرة على
استيعاب العالم الخارجيفالشعور كذلك لا يمكنه احتلال ساحة النفس وحده.
وعلى عكس الرأي السابق نجد أنصارالاتجاه الذي يقر ويثبت اللاشعور وقد تبنى
هذا الموقف ما يسمى بفلاسفة ـ مدرسةالتحليل النفسي ـ وعلى رأسهم العالم
النفساني ذو الأصل النمساوي بسيجموند فرويدوقد استند إلى حجج وبراهين عدة
في ذلك منها الحجج النفسية المتعددة الأشكال (زلات القلم،فلتات
اللسان،إضاعة الشيء،النسيان المؤقت،مدلول الأحلام،الحب من أولنظرة)ويرى
فرويد أنه لا يمكن فهم كل منها بدون التسليم بفكرة اللاشعور ومنالأمثلة
التي يستشهد بها والقصص التي يرويها فرويد عن فلتات اللسان افتتاحرئيس
مجلس نيابي بقوله:<<أيها السادة أعلن رفع الجلسة>>وبذلك يكونقد عبر لا
شعوريا عن عدم ارتياحه لما قد تسفر عنه الجلسة،والخطأ عند فرويدظاهرة
بسيكولوجية تنشأ عن تصادم رغبتين نفسيتين إن لم تكن واضحة ومعروفةلدى
الشخص الذي يرتكب الهفوة،ومن أمثلة النسيان(أن شخصا أحب فتاة ولكنلم
تبادله حبها وحدث أن تزوجت شخصا آخر،ورغم أن الشخص الخائب كان يعرفالزوج
منذ أمد بعيد وكانت تربطهما رابطة العمل فكان كثيرا ما ينسى اسمزميله
محاولا عبثا تذكره وكلما أراد مراسلته أخذ يسأل عن اسمه)وتبين لفرويدأن
هذا الشخص الذي ينسى اسم صديقه يحمل في نفسه شيئا ضد زميله كرها أوغيرة
ويود ألا يفكر فيه أما الأحلام فهي حل وسط ومحاولة من المريض للحدمن
الصراع النفسي،ويروي المحلل النفسي فرينك: )أن إحدى المريضات تذكر أنهارأت
في الحلم أنها تشتري من دكان كبير قبعة جميلة لونها أسود وثمنهاغالي
جدا)فيكشف المحلل أن للمريضة في حياتها زوجا مسنا يزعج حياتها وتريدالتخلص
منه وهذا ما يرمز إليه سواد القبعة أي الحداد وهذا ما أظهر لفرويد أنلدى
الزوجة رغبة متخفية في التخلص من زوجها الأول،وكذا أنها تعشق رجلاغنيا
وجميلا وجمال القبعة يرمز لحاجتها للزينة لفتون المعشوق وثمنها الغالييعني
رغبة الفتاة في الغنى وقد استنتج فرويد من خلال علاجه لبعضالحالات
الباثولوجية أنه لابد أن توجد رابطة بين الرغبة المكبوتة فياللاشعور
والأغراض المرضية فهي تصيب وظائف الشخص الفيزيولوجية والنفسية ويقدمفرويد
مثال ـ الهستيريا ـ فصاحبها لا يعرف أنه مصاب بالهستيريا وهي تنطويعلى
أعراض كثيرة منها (فقدان البصر،السمع،أوجاع المفاصلوالظهر،القرحة
المعدية).ولهذا يؤكد فرويد مع بروير هذا الأمر حيث يقولبروير(كلما وجدنا
أنفسنا أمام أحد الأعراض وجب علينا أن نستنتج لدى المريض بعضالنشاطات
اللاشعورية التي تحتوي على مدلول هذا العرض لكنه يجب أيضا أن يكونهذا
المدلول لا شعوريا حتى يحدث العرض،فالنشاطات الشعورية لا تولد أعراضعصبية
والنشاطات اللاشعورية من ناحية أخرى بمجرد أن تصبح شعورية فإنالأعراض
تزول).ويمكن التماس اللاشعور من خلال الحيل التي يستخدمها العقل مندون
شعور كتغطية نقص أو فشل،ومن أمثلة التعويض أن فتاة قصيرة القامة تخففمن
عقدتها النفسية بانتعالها أعلى النعال أو بميلها إلى الإكثار منمستحضرات
التجميل حتى تلفت إليها الأنظار أو تقوم ببعض الألعاب الرياضية أوبلباس
بعض الفساتين القصيرة ويرجع الفضل في إظهار عقدة الشعور بالنقصومحاولة
تغطيتها إلى تلميذ فرويد آذلار ومنها ـ التبرير ـ فالشخص الذي لم يتمكنمن
أخذ تذكرة لحضور مسرحية ما قد يلجأ ل تبرير موقفه بإحصاء عيوبالمسرحية.و
يضيف فرويد قوله بأنه مادامت حواسنا قاصرة على إدراك معطيات العالمالخارجي
فكيف يمكننا القول بأن الشعور كاف لتفسير كل حياتنا النفسية .
رغم كلهذه الحجج والبراهين إلا أن هذا الرأي لم يصمد هو الآخر للنقد حيث
ظهرت عدةاعتراضات ضد التحليل النفسي وضد مفهوم اللاشعور خاصة،يقول الطبيب
النمساويستيكال أنا لا أومن باللاشعور فلقد آمنت به في مرحلته الأولى ولكن
بعد تجربتيالتي دامت ثلاثين عاما وجدت أن الأفكار المكبوتة إنما هي تحت
شعورية وان المرضىدوما يخافون من رؤية الحقيقة).ومعنى هذا أن الأشياء
المكبوتة ليست في الواقعغامضة لدى المريض إطلاقا إنه يشعر بها ولكنه يميل
إلى تجاهلها خشية إطلاعه علىالحقيقة في مظهرها الخام،بالإضافة إلى أن
فرويد لم يجر تجاربه على المرضى الذينيخافون من الإطلاع على حقائق مشاكلهم
وفي الحالات العادية يصبح كل شيء شعوري كمايقر بروير نفسه في قوله السابق
وكذلك أن اللاشعور لا يلاحظ بالملاحظة الخارجيةلأنه سيكولوجي ولا الداخلية
لأنه لا شعوري،إذَاً لا نلاحظه داخليا أو خارجيا فلايمكن بالتالي إثباته.
إن الإنسان يقوم في حياته اليومية بعدة سلوكات منها ما هومدرك ومنها ما هو
غير ذلك ومن ثم ندرك أن هناك مكبوتات لا يمكن التعرف عليها إلابمعرفة
أسبابها ولكن أن نرجع كل الحالات للاشعور فهذا ما لا ينبغي.
ونتيجةلما سبق يمكننا أن نقول أن الحياة عند الإنسان شعورية و لا شعورية
أن ما لا يمكنفهمه من السلوك الشعوري يمكن فهمه باللاشعور.
حين نتحدث عن اللبيد والجنس فلامناص من ذكر فرويد فقد كان يوجه اهتمامه
لهذه المسألة إلى درجة المبالغة والشذوذوكل ما كتبه يدور حول الغريزة
الجنسية لأنه يجعلها مدار الحياة كلها ومنبعالمشاعر البشرية بلا استثناء
يصل به الأمر إلى تقرير نظريته إلى حد أن يصبغ كلحركة من حركات الطفل
الرضيع بصبغة الجنس الحادة المجنونة فالطفل أثناء رضاعته ـكما يزعم هذا
الأخير ـ يجد لذة جنسية ويلتصق بأمه بدافع الجنس وهو يمص إبهامهبنشوة
جنسية،وقد جاء في <<بروتوكولات حكماء صهيون>>(يجب أن نعمل أنتنهار الأخلاق
في كل مكان فتسهل سيطرتنا...إن فرويد منا وسيظل يعرض العلاقاتالجنسية في
ضوء الشمس كي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس ويصبح همه رواءغرائزه
الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه).(انظر كتاب المادية والإسلام)(عن كتابتنظيم
الإنسان للمجتمع)



الإشكال:هل العادة مجرد ميل أعمى أم أنها سلوك إيجابي؟


إن حياة الإنسان لا تقتصر على التأثر بل تتعداها إلى التأثير ويتم له ذلك
بتعلمه مجموعة من السلوكات بالتكرار وفي أقصر وقت ممكن والتي تصبح فيما بعد
عادات أو هي كما يقول أرسطو طبيعة ثابتة وهي وليدة التكرار،إن العادة تحتل
جانبا كبيرا في حياة الفرد ولهذا فقد اختلف الفلاسفة في تفسير العادة
وأثرها،ومن هنا يتبادر إلى أذهاننا التساؤل التالي:هل اكتساب العادات يجعل
من الإنسان مجرد آلة أم أنها تثري حياته؟،أو بالأحرى هل العادة مجرد ميل
أعمى أم أنها تمثل سلوك إيجابي في حياة الفرد؟.
يرى أصحاب الرأي الأول(جون جاك روسو،بافلوف،كوندياك).أن للعادة آثار سلبية
على حياة الأفراد،فهي تسبب الركود وتقضي على المبادرات الفردية والفاعلية
وتستبد بالإرادة فيصير الفرد عبدا لها فسائق السيارة الذي تعود على السير
في اليمين يواجه صعوبة كبيرة إذا ما اضطر إلى قيادة سيارته في اليسار ففي
مثل هذه الحالة تتعارض العادات القديمة مع العادات الجديدة،كذلك أنها تضعف
الحساسية وتقوي الفعالية العفوية على حساب الفعالية الفكرية،فالطبيب يتعود
على ألا ينفعل لما يقوم به من تشريحات والمعاينة المستديمة لمشهد البؤس
فيما يقول روسو(إن كثرة النظر إلى البؤس تقسي القلوب)،وقد نبه الشاعر
الفرنسي سولي برودوم: (أن جميع الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون
بوجوههم بشرا بحركاتهم آلات)ثم إن العادة تقضي على كل تفكير نقدي إنها تقيم
في وجه الإنسان عقبة إبستيمولوجية خطيرة فالحقيقة التي أعلن عنها الطبيب
هانري حول الدورة الدموية في الإنسان ظل الأطباء يرفضونها نحو أربعين سنة
لأنهم اعتادوا على فكرة غير هذه ولقد بين برغسون بأن روتينات الأخلاق
المشتركة ما هي سوى المبادرات القديمة التي جاء بها الأبطال
والقديسون.وللعادة خطر في المجال الاجتماعي حيث نرى محافظة العقول
التقليدية على القديم و الخرافات مع وضوح البراهين على بطلانها إنها تمنع
كل تحرر من الأفكار البالية وكل ملاءمة مع الظروف الجديدة ،فالعادة إنما هي
رهينة بحدودها الزمنية والمكانية التي ترعرعت فيها وهذا ما جعل روسو
يقول(إن خير عادة للطفل هي ألا يعتاد شيئاً).
لكن رغم هذه الحجج لا ينبغي أن نجعل من هذه المساوئ حججاً للقضاء على قيمة
العادة فهناك قبل كل شيء ما يدعو إلى التمييز بين نوعين من العادات
(العادات المنفعلة والعادات الفاعلة).ففي الحالة الأولى الأمر يتعلق
باكتساب حالة أو بمجرد تلاؤم ينجم عن ضعف تدريجي عن الفكر،وفي الحالة
الأخرى يتعلق الأمر بالمعنى الصحيح لقيمة للعادة في الجوانب الفكرية
والجسمية ولهذا فإن للعادة وجه آخر تصنعه الإيجابيات.
على عكس الرأي الأول فإذا كانت العادة طبيعة ثابتة تقل فيها الفاعلية وتقوى
فيها العفوية والرتابة،إلا أن هذه الطبيعة المكتسبة ضرورية لتحقيق التلاؤم
والتكيف بين الإنسان وبيئته فلا يمكن لأي شخص أن يعيش ويتكيف مع محيطه دون
أن يكتسب عادات معينة ثم أن المجتمع ذاته لا يمكن أن يكون دون أن يفرض على
أفراده مجموعة من العادات التي ينبغي أن يكتسبوها كلهم،ومثال ذلك أن يتعلم
الضرب أو العزف على آلة موسيقية أخرى وقد بين*آلان*في قولهإن العادة تمنح
الجسم الرشاقة والسيولة).وإن تعلم عادة معينة يعني قدرتنا على القيام بها
بطريقة آلية لا شعورية وهذا ما يحرر شعورنا وفكرنا للقيام بنشطات أخرى فحين
نكتب مثلاً لا ننتبه للكيفية التي نحرك بها أيدينا على الورقة بل نركز جل
اهتمامنا على الأفكار،إذاً فإن عاداتنا أسلحة في أيدينا نستعملها لمواجهة
الصعوبات والظروف الأخرى،وكذلك نجد من تعلم النظام والعمل المتقن والتفكير
العقلاني المنطقي لا يجد صعوبات كبيرة في حياته المهنية على خلاف غيره من
الأشخاص وكل هذا يجعلنا نقر بإيجابية العادة.
بالرغم من إيجابيات العادة إلا أنها تشكل خطراً عظيما في بعض الأحيان،وهذا
ما نبه إليه رجال الأخلاق الذين لهم تجارب عدة في تبيين سلبيات العادة
فنبهوا مراراً على استبداد العادة وطغيانها،فمن تعلم عادة أصبح عبدا
لها،وعلى الرغم من الفوائد التي تنطوي عليها فإن لها أخطار جسيمة.
إن العادة تكون إيجابية أو سلبية وفقا لعلاقتها بالأنا،فإذا كانت الأنا
مسيطرة عليها فإن العادة في هذه الحالة بمثابة الآلة التي نملكها ونستعملها
حينما نكون بحاجة إليها وقت ما نريد،لكن العادة قد تستبد بالأنا(الإرادة)
فتكون عندئذ عائقا حقيقيا ومن ثم يكون تأثيرها سلبيا بالضرورة.
وخلاصة القول أن السلوك الإنساني مشروط بمجموعة من العوامل الفطرية
والمكتسبة و تشكل العادة أهم جانب من السلوك المكتسب،ولتحقيق التوافق بين
الشخص ومطالب حياته المادية و المعنوية أو هي كما يقول شوفاليإن العادة هي
أداة الحياة أو الموت حسب استخدام الفكر لها) أو بتعبير أحسن أن يستخدمها
الفكر لغاياته أو أن يتركها لنفسها.




الإشكال:هل الحرية حالة شعورية أم هي عمل التحرر؟.


يرى بعض المفكرين أن الحرية هي تجاوز أي إكراه داخلي أو خارجي،داخلي يتمثل
في الرغبات والشهوات والميول والحاجات النفسية البيولوجية وخارجي يتمثل في
الحتميات الطبيعية والاجتماعية لذا نتساءل هل يكفي المرء أن يشعر أنه حر
ليكون حراً حقاً أم أن الحرية ممارسة وفعل في الواقع اليومي؟.
بالنسبة لبعض الفلاسفة إن تجربتنا الشعورية الداخلية دليل كاف على أننا
أحرار ففي رأي المعتزلة(أن الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل فإذا أراد
الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن)،ومعناه أن الأفعال التي يقوم بها إنما
يمارسها بإرادته الحرة حسب الظروف التي تلامسه وفي هذا يقول ديكارتإننا
واثقون من حريتنا لأننا ندركها إدراكا مباشراً بل نحدسها حدساً)،حيث يرى أن
إحساس الإنسان الداخلي بالحرية ـ الواضحة والمتميزة ـ دليل كاف على حريته
يقول لوسينكلما أبحث في نفسي عن القوة التي تقيدني كلما أشعر أنه ليست لدي
أية قوة غير إرادتي ومن هنا أشعر شعوراً واضحاً بحريتي)،ولكن مثل هذا القول
لا يمكن أن يصمد للنقد ذلك أن الإرادة من الناحية الفلسفية باعتبارها العلة
الأولى قوة سحرية والأخذ بها فيه كثير من المبالغة كذلك أن الشعور وحده
يمكن أن يكون وهما خداعا لأننا نجهل الحتميات التي نخضع لها خضوعا داخليا
أو خارجيا سواء كانت نفسية أو طبيعية أو اجتماعية وهذا تكفل بسيادة عدد
كبير من المفكرين في العصر الحديث.
لقد حاول بعض الفلاسفة من الذين أدركوا المشكلة أن يزيحوا النقاب عن سر
اللغز فالرواقيون يرون أن العالم يخضع لقوانين ثابتة أي أنه يسير حتما
بمقتضى العلة والمعلول،وأن الكائن الإنساني الموجود في هذا العالم ليس حر
لأنه لا يمكن أن يكون حراً بالإرادة في عالم مجبر غير أن الإنسان ذو طبيعة
عاقلة و إذا أراد التحرر والسعادة فلا بد أن يعيش على وفاق الطبيعة بكل ما
تنطوي عليه هذه الكلمة من معان أي على وفاق مع قانون الطبيعة الذي يسيّر
العالم ويعيش حسب طبيعته العاقلة فيسير المرء في حدود ما يرشد إليه العقل
خاضعا لقوانين الكون المعقول فالقضية هي قضية حرب بين العقل والشهوات
فينتصر العقل إذن الحرية ليست معطى أولي ولا فضل من الطبيعة إنها تكتسب على
ضوء ما تملي به الطبيعة الإنسانية الحقيقية وتحررنا يقاس بضعف أو قوة
أعمالنا وإنجازاتنا و مجهوداتنا المبذولة فلا بد من قبول الضرورة إذن،كما
تقبل الأسطوانة الدوران وفي نفس الاتجاه يرى سبينوزا أن أفعال الإنسان مجرد
ظواهر آلية إذن فهو ليس حراً ولكن ليس معنى ذلك أن فيلسوفنا يلغي الحرية
وإنما يرى الحجة في قبول النظام الرياضي للكون والقوانين العقلية المسيرة
للحوادث فكلما ازداد العقل علما كما يقول ازداد فهما لقوانين النظام
الطبيعية وهو يقرر هنا أن العقل يجب أن يضع قانونا ينظم رغبات الإنسان
المتنافرة وبهذا يم




الموضوع الأصلي : 25مقالةفي مادة الفلسفة // المصدر : أمان الجزائر | Dz Security // الكاتب: Dz TEAM


توقيع : Dz TEAM





25مقالةفي مادة الفلسفة Create10الأحد سبتمبر 11, 2011 9:45 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
  ● المدير التنفيذي للموقع ●
الرتبه:
   ● المدير التنفيذي للموقع ●
الصورة الرمزية

Dz TEAM

البيانات
الجنس : ذكر
البلد : 1
العَمَــــــــــلْ : 5
هوايتي : 7
مزاجي : 6
الإنتساب الإنتساب : 30/12/2009
مشآرڪآتے مشآرڪآتے : 1452
السٌّمعَة السٌّمعَة : 29
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 4979
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://www.dzsafe.com


مُساهمةموضوع: هل تؤسس العدالة على مبدأ المساواة أم التفاوت؟



25مقالةفي مادة الفلسفة


هل تؤسس العدالة على مبدأ المساواة أم التفاوت؟

مقدمة:

من الحقائق الفلسفية نجد لها سندا في الواقع أنالإنسان هو الكائن الوحيد القادر على إحاطة نفسه بمجموعة من القيم ومن هذا المنطقيختلف الناس في علم التقدم والتخلف تبعا لمضمون القيم التي يؤمنون بها ويدافعونعنها وعن البيان أن العدل هو أشرف وأرفع هذه القيم فإذا علمنا أن المساواة مطلبإنساني وتفاوت حقيقة واقعية.
-
هل يؤسس العدل على مبدأ المساواة أم تفاوت؟

الرأي الأول:
تجسيد العدالة الاجتماعية وتتجلى في مفهوم العدل فياحترام التفاوت بين الناس وهذا ما ذهب إليه أنصار الطرح شاع هذا الطرح في الفلسفةاليونانية حيث رسم أفلاطون صورة المجتمع العادل وفي نظره أنه يتألف من طباق أنالقوة العاقلة هي التي يجب أن تتحكم وتسيطر على قوى الغضبية والشهوانية وكذلك العدلأن نحترم تفاوت الطبقات فالفلاسفة أولا ثم الجنود والعمال وأخيرا طبقة العبيد وتحدثتلميذ أرسطو على أن العدل هو عبد مؤهلاته الطبيعية لا يمكن أن يرتقي إلى مرتبةالسيد قال في كتابه السياسة الاسترقات ضرورة طبيعية ومن أشهر الأنظمة الاقتصاديةالتي دافعت عن التفاوت الليبرالية وهي نظام طبقي طبقة تملك وسائل الإنتاج ولاتستعملها بنفسها وطبقة تملك هذه الوسائل وتستعملها وطبقة تملك الجهد فقط هذاالتفاوت الطبقي هو بمثابة الحافز فمن العدل أن يدافع عن التفاوت لأن الكل سيسعى حسبظروفه الاقتصادية واجتماعية وأكد طبيب بيولوجي تاريل أن الطبيعة جعل الكائنات الحيةطبقات بعضها أفضل من البعض وإنه إذا أردنا تحقيق العدالة الاجتماعية يجب أن نشجعبقاء طبقات قال في كتابه الإنسان ذاك المجهول لا مفر من أن تصبح الطبقات الاجتماعيةمرادفة للطباع البيولوجية يجب أن نساعد أولئك الذين يملكون أفضل الأعضاء والعقولعلى ارتفاع اجتماعي فكل فرد ينبغي أن يحصل على مكانه الطبيعي والحقيقة أن أنصار هذاالرأي اعتمدوا على حجج العقلية ومنه قوله تعالى:<<ورفعنا بعضهم فوق بعضدرجات>> هذا التفاوت هو قيمة العدل لأن الأفراد في حاجة إلى بعضهم البعضوملخص هذه الأطروحة أن تفاوت ظاهرة اجتماعية وطبيعية يجب الدفاععنها.

النقد:
لكن التفاوت إذا كان باسم العرف أو الدين سيتحول إلى عنصرتهوهذه الصفة تعاكس العادة الاجتماعية.

الرأي الثاني:
عند أنصار هذهالأطروحة حقيقة العدل تتجلى في احترام مبدأ المساواة بين الناس شاع هذا الطرح فيالفكر الإسلامي قال محمود يعقوبي: الناس سواء أن ليس هناك شيء أشبه بالإنسان منالإنسان لنا جميعا عقل وحواس وإن اختلفنا في العلم فنحن متساوون في القدرة علىالتعلم ومن الذين دافعوا عن الفكرة المساواة أنصار الفلسفة الماركسية وفي هذا قاللينينا الشيوعية هي نظام اجتماعي لا طبقي له شكل واحد للملكية العامة لوسائلالإنتاج والمساواة الاجتماعية الكاملة بين جميع أفراد المجتمع والاشتراكيةالإيديولوجية عرفت بدفاعها عن العدالة الاجتماعية من منطلق الروح تدل على النزعةالفردية ودرب يردون التفاوت في الحقوق باسم التركيبية العضوية والعقلية فقال هناكتفاوت جسمي وعقلي لا يمكن للمجتمع ولا للتعمير المذهب لكن لهذا التفاوت الحتمي أنيتحول إلى عنوان للنبل بالنسبة للبعض وذكاءه بالنسبة للبعض الآخر وطالب باكونينبالمساواة في حرية التعبير أي الحرية السياسية فقال لست في الحقيقة حرا إلا يومتكون كل الكائنات حرة نساء ورجال...فأن لا أصير حرا إلا بحرية الآخرين والخلاصة أنالمساواة شرط أساسي لقيام العدالة الاجتماعية.

نقد:
ما يعاب على هذاالرأي هو تركيزه على المساواة في الحقوق بينما الواقع يثبت وجودا التفاوت في العمالومنه لا يمكنه الأخذ دائما بالمساواة .

التركيب:
إن المقاربة الفلسفيةالسليمة لإشكالية العدل ترفعنا للوقوف أمام أسباب الظلم لفهمه وتجاوزه قال أرسطوتنجم الخصومات والاعتراضات عندما لا يحصل أناس متساوون على حصص متساوية أو عندمايحصل أناس غير متساوين على حصص متساوية ومنه يؤسس العدل على ضرورة التناسب بينالحقوق والواجبات والمقصود هنا حسب العفوية هو إتاحة الفرصة أمام جميع المواطنينلكي ينفي كل أسباب المواطنة الطبيعية وعندئذ تكون الكفاءة هي معيار الاستحقاقالفعالية هي مقياس التكلف بالمسؤوليات أي للمساواة مجالها وللتفاوت المكانة الخاصةبه.

الخاتمة:
الدارس لموضوع العدالة الاجتماعية يلمس حقيقة في غايةالوضوح هي أن العدالة من المواضيع الاجتماعية والسياسية والأخلاقية التي طرحت أكثرمن سؤال وكانت لا تزال بحق فحسب التقييم الفلسفي سواء من حيث ضبط المفهوم الماهيةأو البحث عن أساليب تطبيق العدالة الاجتماعية في أرض الواقع وفي مقالنا هذا تعممنافي فكرة التفاوت من خلال بعدها الفلسفي مع أفلاطون وأرسطو وبعدها الإيديولوجي معنزعة الليبرالية حملة مصطلح المساواة في فكرة شيشرون ومرودون والمذهب الاشتراكيومنه نستنتج أن العدل يرتكز على المساواة في الفرض وتفاوت في امتيازاتالنتائج.





هل يمكن تحقيق الاستقرار في ظلالديمقراطية الاجتماعية؟

مقدمة:
وصف الفلاسفة الإنسان منذ القديمبأنه كائن مدني بطبعه فحياته لا تقوم و لا تستمر إلا في ظل وجود سلطة تحكمه حتى أنأرسطو اعتبر الدولة من الأمور الطبيعية و الواقع أن استقرار التاريخ يجعلنا نميزبين نظامين: نظام حكم فردي يعتمد على الفصل بين السلطات و آخر جماعي يدافع عنالديمقراطية فإذا علمنا أم المذهب الليبرالي يتبنى الديمقراطية السياسية و أنالاشتراكية تؤمن بفكرة المساواة الاجتماعية فالمشكلة المطروحة *هل تستطيعالديمقراطية السياسية تحقيق الاستقرار السياسي؟ أم أنه لا يمكن تصور الديمقراطيةإلا في ظل المساواة الاجتماعية؟

الأطروحة الأولى:
ربط أنصار المذهبالليبرالي بين الديمقراطية و فكرة الحريات الفردية و هذا المذهب هو نظرية فيالسياسة و الاقتصاد كما ذهب إلى ذلك ماكس فيبر و أصحابها ينظرون إلى العمل السياسيمن زاوية المشاركة السياسية و حق المعارضة و هذا ما عبر عنه هانري مشال بقوله (الغاية الأولى للديمقراطية هي الحرية) و من الناحية الفلسفية ترتبط الديمقراطيةالسياسية بفلسفة التنوير تلك الفلسفة التي رفعت شعار (لا سلطة على العقل إلا العقل) و تجسدت هذه الفكرة بوضوح في فلسفة هيقل الذي قال الدولة الحقيقية هي التي تصل فيهاالحرية إلى أعلى مراتبها ) و القصد من ذلك أن جوهر الديمقراطية قائم على حرية إبداءالرأي و احترام الرأي المخالف وواجب السلطة هو حماية الحريات المختلفة ( السياسة والاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية) و في هذا السياق تظهر أفكار سبينواز الرافضةلفكرة التخويف التي تعتمد عليها الأنظمة الاستبدادية و هو يرى أن السلطة الحقيقيةهي التي تحمي حرية الفكر و تضمن المشاركة السياسية للأفراد و من الناحية التاريخيةتعتبر الثورة الفرنسية 1789 في نظر رجال الفكر و التاريخ أكثر الثورات التي حملتلواء الديمقراطية السياسية و خاصة دفاعها عن المساواة السياسية كما ذهب جفرسون فيصياغته للدستور الأمريكي إلى المطالبة الحكومات الديمقراطية بحماية حق الأفراد فيالحياة و التفكير و يمكن القول أن الديمقراطية السياسية تتميز بجملة من الخصائصأهمها :حرية الصحافة بجميع أشكالها و كذا تبني خيار التعددية الحزبية و الحق فيالمعارضة السياسية ،و ترقية و حماية الحريات الفردية المختلفة و الدفاع عن حقوقالمرأة و الطفل باعتبار الإنجاب الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السلطة أو البقاء فيهاكل هذه المبادئ، اختصرها كليسونفي مقولته: إن فكرة الحرية هي التي تحتل الصدارة فيالإديولوجيا الديمقراطية و ليست المساواة.

نقد:
إن فكرة الحرية السياسيةالتي دافع عنها المذهب الليبرالي محدودة ما دامت السلطة السياسية في أيدي أصحابالنفوذ الماليو الإعلامي.

نقيض الأطروحة
:
ذهب أنصار مذهب الاشتراكية إلىاعتبار المساواة الاجتماعية أساس الديمقراطية، و هذا المذهب ظهر كرد فعل ضد التطرفالإديولوجيا الليبرالية و في هذا المعنى قال فريدير أنجلرSad الاشتراكية ظهرت نتيجةصرخة الألم و معاناة الإنسان ) و ذلك أن الديمقراطية السياسية لم تنجح في خلق عدالةإجتماعية و بدل الدفاع عن المساواة بين الأفراد جسدت الطبقية في أوضح صورها بين منيملك و الذي لا يملك مما دفع أناتول فرانس إلى القول الذين ينتجون الأشياء الضروريةللحياة يفتقدنها و هي تكثر عند اللذين لا ينتجونها ) و من هذا المنطلق رفع كارلماركس شعارا(يا عمال العالم اتحدوا) و ما يمكن قوله أن الديمقراطية الاجتماعية التيدافع عنها أنصار هذه الأطروحة ترمي إلى ربط بين العمل السياسي و العدالةالاجتماعية، يمكن القول أن الديمقراطية الاجتماعية التي دافع عنها أنصار الأطروحةترمي إلى الربط بين العمل السياسي و العدالة الاجتماعية و من أجل تحقيق هذا الهدفاعتمدت على مجموعة من المبادئ أهمها الاعتماد على سياسة الحزب الواحد و هذا الحزبيلعب دور الموجه و المراقب و مهمته الأساسية خلق الوحدة الوطنية من خلال تركيز جميعالجهود في مسار واحد بدل تشتيت القوي كما هو حاصل في الديمقراطية السياسية و منالمنطلق أن الاشتراكية خيارا لا رجعة فيه (يسمح بوجود معارضة سياسية ) بل كل مايعارض فكرة الديمقراطية الاشتراكية يصنف في خانة أعداء الثورة. إن جوهر العملالسياسي هو خدمة الجماهير و إزالة الفوارق الطبقية من خلال إلغاء الملكية الفردية وتجسيد فكرة التملك الجماعي فالديمقراطية الاجتماعية تهدف إلى ضرورة الانتقال منالمرحلة الاشتراكية إلى المرحلة الشيوعية التي تتجسد فيها المساواة الكاملة و فيهذا المعنى قال لينين في بيان الحزب الشيوعي (الاشتراكية نظام لا طبقي له شكل واحدالملكية العامة لوسائل الإنتاج و المساواة الاجتماعية الكاملة بين الأفراد و ملخصالأطروحة أن الديمقراطية الاجتماعية ترى أن المساواة الاجتماعية هي التي يجب أنتحتل الصدارة في العمل السياسي و ليست فكرة الحرية.

نقد: ما يعاب علىالديمقراطية الاشتراكية الفصل بين النظرية و التطبيق فبدل تحقيق المساواة و العدالةالاجتماعية تحول العمل السياسي إلى خدمة أفراد الحزب الواحد مما عجل سقوط الأنظمةالاشتراكية.

التركيب:
ذهب لاكومب في تحليله لمسألة الديمقراطية أنهاتتضمن الحرية و المساواة لأن الحرية التي تطالب بها الديمقراطية هي حرية الجميع دوناستثناء فالمسألة هنا يجب النظر إليها من زاوية الكيف و ليس الكم و هذا ما أكد عليهمبدأ الشورى في الإسلام و الذي جاء القرآن الكريم بصيغة الأمر قال تعالى: (وشاورهمفي الأمر) فالشورى تشترط الحوار و الحوار يدل على الحرية (و أمرهم شورى بينهم) و منالناحية التاريخية تضمن مفهوم الديمقراطية منذ نشأته مفهوم المساواة و الحرية قالبريكليس (إن السلطة عندنا ليست مسيرة لصالح الأقلية بل هي لصالح الجماهير و منه أخذنظامنا اسم الديمقراطية) .

الخاتمة:
و مجمل القول أن الديمقراطية من حيثالاشتقاق اللغوي تتضمن فكرة الإرادة الجماعية لأنها حكم الشعب نفسه بنفسه فهي تتضمنمفهوم الرضا و القبول لأن السلطة الحاكمة تمارس وظيفتها باسم الشعب غير أن هذاالمفهوم يتضمن إشكالية فلسفية حول الأساس الذي يجب أن تبنى عليه الممارسةالديمقراطية هل هو الحرية أم المساواة و من ثمة كانت هذه الإشكالية جدلية في المقامالأول و هي تعبر عن التضارب الفكري بين الإديولوجيا الليبرالية و الاشتراكية غيرأنه من خلال التحليل الفلسفي الذي قمنا به توصلنا إلى هذا الاستنتاج: الديمقراطيةالحقيقية هي التي تأسس على منطق المساواة و الحرية معا .






الإشكال:هل كل ما لا نفهمه من السلوك الشعوري يمكن رده إلىاللاشعور؟
إن القول بأن الإنسان كيان مادي والبحث في ماهيته على هذا الأساسأمر
يتعارض والحقيقة حيث أن هناك جانب آخر يجب مراعاته ألا وهو الجانبالنفسي
فالإنسان ينطوي على كيان داخلي يشعر من خلاله ويعي به تصرفاته، وإذاسلمنا
أن الإنسان يعيش حياة نفسية شعورية فإن هذا التسليم يدفعنا إلى التقريربأن
جميع تصرفاته شعورية لاغير ولكن ما هو ملاحظ عند الإنسان العادي أنهيسلك
سلوكات في بعض الأحيان ويجهل أسبابها فهل هذا يعني أن الإنسان يعيشحياة
نفسية شعورية فقط ؟ أو بالأحرى هل يمكن القول بأن سلوكات الفرد شعوريةفقط
؟ وإذا كان العكس فهل هذا يعني أن هناك جانب آخر للحياة النفسية ؟.
إنتصرفات الإنسان جميعها نردها للحياة النفسية الشعورية فقط، كما يزعم
أنصارالاتجاه الكلاسيكي الذي ظهر في عصر النهضة الأوربية الفيلسوف الفرنسي
ديكارتالذي يقولإن الروح أو الفكر تستطيع تأمل أشياء كثيرة في آن واحد
والمثابرة فيتفكيرها وبتأمل أفكارها كلما أرادت ذلك، والشعور من ثمة بكل
واحدة منها) حيث يرىبأن ما هو عقلي هو بالأساس شعوري، ورفض إمكانية قبول
وجود عمليات عقلية غيرمشعور بها أي لا واعية مادامت كلمة عقلي تعني شعوري
فلا يمكن أن يكون هذا عقليولا نشعر به، وقد أخذ بهذا الرأي كل من هوسرل
وجون بول ستارت حيث نجد هوسرل يقولفي كتابه (تأملات ديكارتية)كل شعور هو
شعور بموضوع ما أو شيء من الأشياء بحيث لايبقى هناك فاصل بين الذات
والموضوع).وبمعنى هذا أن التفكير عن الكلاسيكيين هو مانشعر به ونعيه من
عمليات عقلية ولذلك اعتبر ديكارت أن أساس إثبات خلود النفسقائم على الشعور.
ونجد من المسلمين من تطرق لهذا الموضوع هو بن سينا الذي اعتبرأن أساس
إثبات خلود النفس هو الشعور وأن الإنسان كما يقول(إذا تجرد عن تفكيره فيكل
شيء من المحسوسات أو المعقولات حتى عند شعوره ببدنه فلا يمكن أن يتجردعن
تفكيره في أنه موجود وأنه يستطيع أن يفكر)،ومعنى هذا أن الشعور يعتبرأساسا
لتفسير وتحديد العالم الخارجي نظرا لما يتضمن من عمليات عقليةمتعددة
ومتكاملة .
إن الإنسان يدرك ذاته إدراكا مباشرا فهو يدرك تخيلاته وأحاسيسه بنفسه إذا
لا يوجد في ساحة النفس إلا الحياة الشعورية .
إن هذا الرأيأثار اعتراضا لدى الكثير من الفلاسفة وعلى رأسهم :فرويد،فرينك
لايبنتز، وهذاالأخير يقولإنني أوافق أن الروح تفكر دوما ولكن لا أوافق
أنها تشعر دومابأفكارها).كذلك كيف نفير بعض السلوكات التي تصدر من الإنسان
ولا يعي أسبابها كماأننا نتصرف أحيانا تصرفات لا نعي أسبابها ولا يمكننا
إدراجها في ساحة الشعورلأننا لا نشعر بها وإذا كانت الحواس غير قادرة على
استيعاب العالم الخارجيفالشعور كذلك لا يمكنه احتلال ساحة النفس وحده.
وعلى عكس الرأي السابق نجد أنصارالاتجاه الذي يقر ويثبت اللاشعور وقد تبنى
هذا الموقف ما يسمى بفلاسفة ـ مدرسةالتحليل النفسي ـ وعلى رأسهم العالم
النفساني ذو الأصل النمساوي بسيجموند فرويدوقد استند إلى حجج وبراهين عدة
في ذلك منها الحجج النفسية المتعددة الأشكال (زلات القلم،فلتات
اللسان،إضاعة الشيء،النسيان المؤقت،مدلول الأحلام،الحب من أولنظرة)ويرى
فرويد أنه لا يمكن فهم كل منها بدون التسليم بفكرة اللاشعور ومنالأمثلة
التي يستشهد بها والقصص التي يرويها فرويد عن فلتات اللسان افتتاحرئيس
مجلس نيابي بقوله:<<أيها السادة أعلن رفع الجلسة>>وبذلك يكونقد عبر لا
شعوريا عن عدم ارتياحه لما قد تسفر عنه الجلسة،والخطأ عند فرويدظاهرة
بسيكولوجية تنشأ عن تصادم رغبتين نفسيتين إن لم تكن واضحة ومعروفةلدى
الشخص الذي يرتكب الهفوة،ومن أمثلة النسيان(أن شخصا أحب فتاة ولكنلم
تبادله حبها وحدث أن تزوجت شخصا آخر،ورغم أن الشخص الخائب كان يعرفالزوج
منذ أمد بعيد وكانت تربطهما رابطة العمل فكان كثيرا ما ينسى اسمزميله
محاولا عبثا تذكره وكلما أراد مراسلته أخذ يسأل عن اسمه)وتبين لفرويدأن
هذا الشخص الذي ينسى اسم صديقه يحمل في نفسه شيئا ضد زميله كرها أوغيرة
ويود ألا يفكر فيه أما الأحلام فهي حل وسط ومحاولة من المريض للحدمن
الصراع النفسي،ويروي المحلل النفسي فرينك: )أن إحدى المريضات تذكر أنهارأت
في الحلم أنها تشتري من دكان كبير قبعة جميلة لونها أسود وثمنهاغالي
جدا)فيكشف المحلل أن للمريضة في حياتها زوجا مسنا يزعج حياتها وتريدالتخلص
منه وهذا ما يرمز إليه سواد القبعة أي الحداد وهذا ما أظهر لفرويد أنلدى
الزوجة رغبة متخفية في التخلص من زوجها الأول،وكذا أنها تعشق رجلاغنيا
وجميلا وجمال القبعة يرمز لحاجتها للزينة لفتون المعشوق وثمنها الغالييعني
رغبة الفتاة في الغنى وقد استنتج فرويد من خلال علاجه لبعضالحالات
الباثولوجية أنه لابد أن توجد رابطة بين الرغبة المكبوتة فياللاشعور
والأغراض المرضية فهي تصيب وظائف الشخص الفيزيولوجية والنفسية ويقدمفرويد
مثال ـ الهستيريا ـ فصاحبها لا يعرف أنه مصاب بالهستيريا وهي تنطويعلى
أعراض كثيرة منها (فقدان البصر،السمع،أوجاع المفاصلوالظهر،القرحة
المعدية).ولهذا يؤكد فرويد مع بروير هذا الأمر حيث يقولبروير(كلما وجدنا
أنفسنا أمام أحد الأعراض وجب علينا أن نستنتج لدى المريض بعضالنشاطات
اللاشعورية التي تحتوي على مدلول هذا العرض لكنه يجب أيضا أن يكونهذا
المدلول لا شعوريا حتى يحدث العرض،فالنشاطات الشعورية لا تولد أعراضعصبية
والنشاطات اللاشعورية من ناحية أخرى بمجرد أن تصبح شعورية فإنالأعراض
تزول).ويمكن التماس اللاشعور من خلال الحيل التي يستخدمها العقل مندون
شعور كتغطية نقص أو فشل،ومن أمثلة التعويض أن فتاة قصيرة القامة تخففمن
عقدتها النفسية بانتعالها أعلى النعال أو بميلها إلى الإكثار منمستحضرات
التجميل حتى تلفت إليها الأنظار أو تقوم ببعض الألعاب الرياضية أوبلباس
بعض الفساتين القصيرة ويرجع الفضل في إظهار عقدة الشعور بالنقصومحاولة
تغطيتها إلى تلميذ فرويد آذلار ومنها ـ التبرير ـ فالشخص الذي لم يتمكنمن
أخذ تذكرة لحضور مسرحية ما قد يلجأ ل تبرير موقفه بإحصاء عيوبالمسرحية.و
يضيف فرويد قوله بأنه مادامت حواسنا قاصرة على إدراك معطيات العالمالخارجي
فكيف يمكننا القول بأن الشعور كاف لتفسير كل حياتنا النفسية .
رغم كلهذه الحجج والبراهين إلا أن هذا الرأي لم يصمد هو الآخر للنقد حيث
ظهرت عدةاعتراضات ضد التحليل النفسي وضد مفهوم اللاشعور خاصة،يقول الطبيب
النمساويستيكال أنا لا أومن باللاشعور فلقد آمنت به في مرحلته الأولى ولكن
بعد تجربتيالتي دامت ثلاثين عاما وجدت أن الأفكار المكبوتة إنما هي تحت
شعورية وان المرضىدوما يخافون من رؤية الحقيقة).ومعنى هذا أن الأشياء
المكبوتة ليست في الواقعغامضة لدى المريض إطلاقا إنه يشعر بها ولكنه يميل
إلى تجاهلها خشية إطلاعه علىالحقيقة في مظهرها الخام،بالإضافة إلى أن
فرويد لم يجر تجاربه على المرضى الذينيخافون من الإطلاع على حقائق مشاكلهم
وفي الحالات العادية يصبح كل شيء شعوري كمايقر بروير نفسه في قوله السابق
وكذلك أن اللاشعور لا يلاحظ بالملاحظة الخارجيةلأنه سيكولوجي ولا الداخلية
لأنه لا شعوري،إذَاً لا نلاحظه داخليا أو خارجيا فلايمكن بالتالي إثباته.
إن الإنسان يقوم في حياته اليومية بعدة سلوكات منها ما هومدرك ومنها ما هو
غير ذلك ومن ثم ندرك أن هناك مكبوتات لا يمكن التعرف عليها إلابمعرفة
أسبابها ولكن أن نرجع كل الحالات للاشعور فهذا ما لا ينبغي.
ونتيجةلما سبق يمكننا أن نقول أن الحياة عند الإنسان شعورية و لا شعورية
أن ما لا يمكنفهمه من السلوك الشعوري يمكن فهمه باللاشعور.
حين نتحدث عن اللبيد والجنس فلامناص من ذكر فرويد فقد كان يوجه اهتمامه
لهذه المسألة إلى درجة المبالغة والشذوذوكل ما كتبه يدور حول الغريزة
الجنسية لأنه يجعلها مدار الحياة كلها ومنبعالمشاعر البشرية بلا استثناء
يصل به الأمر إلى تقرير نظريته إلى حد أن يصبغ كلحركة من حركات الطفل
الرضيع بصبغة الجنس الحادة المجنونة فالطفل أثناء رضاعته ـكما يزعم هذا
الأخير ـ يجد لذة جنسية ويلتصق بأمه بدافع الجنس وهو يمص إبهامهبنشوة
جنسية،وقد جاء في <<بروتوكولات حكماء صهيون>>(يجب أن نعمل أنتنهار الأخلاق
في كل مكان فتسهل سيطرتنا...إن فرويد منا وسيظل يعرض العلاقاتالجنسية في
ضوء الشمس كي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس ويصبح همه رواءغرائزه
الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه).(انظر كتاب المادية والإسلام)(عن كتابتنظيم
الإنسان للمجتمع)



الإشكال:هل العادة مجرد ميل أعمى أم أنها سلوك إيجابي؟


إن حياة الإنسان لا تقتصر على التأثر بل تتعداها إلى التأثير ويتم له ذلك
بتعلمه مجموعة من السلوكات بالتكرار وفي أقصر وقت ممكن والتي تصبح فيما بعد
عادات أو هي كما يقول أرسطو طبيعة ثابتة وهي وليدة التكرار،إن العادة تحتل
جانبا كبيرا في حياة الفرد ولهذا فقد اختلف الفلاسفة في تفسير العادة
وأثرها،ومن هنا يتبادر إلى أذهاننا التساؤل التالي:هل اكتساب العادات يجعل
من الإنسان مجرد آلة أم أنها تثري حياته؟،أو بالأحرى هل العادة مجرد ميل
أعمى أم أنها تمثل سلوك إيجابي في حياة الفرد؟.
يرى أصحاب الرأي الأول(جون جاك روسو،بافلوف،كوندياك).أن للعادة آثار سلبية
على حياة الأفراد،فهي تسبب الركود وتقضي على المبادرات الفردية والفاعلية
وتستبد بالإرادة فيصير الفرد عبدا لها فسائق السيارة الذي تعود على السير
في اليمين يواجه صعوبة كبيرة إذا ما اضطر إلى قيادة سيارته في اليسار ففي
مثل هذه الحالة تتعارض العادات القديمة مع العادات الجديدة،كذلك أنها تضعف
الحساسية وتقوي الفعالية العفوية على حساب الفعالية الفكرية،فالطبيب يتعود
على ألا ينفعل لما يقوم به من تشريحات والمعاينة المستديمة لمشهد البؤس
فيما يقول روسو(إن كثرة النظر إلى البؤس تقسي القلوب)،وقد نبه الشاعر
الفرنسي سولي برودوم: (أن جميع الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون
بوجوههم بشرا بحركاتهم آلات)ثم إن العادة تقضي على كل تفكير نقدي إنها تقيم
في وجه الإنسان عقبة إبستيمولوجية خطيرة فالحقيقة التي أعلن عنها الطبيب
هانري حول الدورة الدموية في الإنسان ظل الأطباء يرفضونها نحو أربعين سنة
لأنهم اعتادوا على فكرة غير هذه ولقد بين برغسون بأن روتينات الأخلاق
المشتركة ما هي سوى المبادرات القديمة التي جاء بها الأبطال
والقديسون.وللعادة خطر في المجال الاجتماعي حيث نرى محافظة العقول
التقليدية على القديم و الخرافات مع وضوح البراهين على بطلانها إنها تمنع
كل تحرر من الأفكار البالية وكل ملاءمة مع الظروف الجديدة ،فالعادة إنما هي
رهينة بحدودها الزمنية والمكانية التي ترعرعت فيها وهذا ما جعل روسو
يقول(إن خير عادة للطفل هي ألا يعتاد شيئاً).
لكن رغم هذه الحجج لا ينبغي أن نجعل من هذه المساوئ حججاً للقضاء على قيمة
العادة فهناك قبل كل شيء ما يدعو إلى التمييز بين نوعين من العادات
(العادات المنفعلة والعادات الفاعلة).ففي الحالة الأولى الأمر يتعلق
باكتساب حالة أو بمجرد تلاؤم ينجم عن ضعف تدريجي عن الفكر،وفي الحالة
الأخرى يتعلق الأمر بالمعنى الصحيح لقيمة للعادة في الجوانب الفكرية
والجسمية ولهذا فإن للعادة وجه آخر تصنعه الإيجابيات.
على عكس الرأي الأول فإذا كانت العادة طبيعة ثابتة تقل فيها الفاعلية وتقوى
فيها العفوية والرتابة،إلا أن هذه الطبيعة المكتسبة ضرورية لتحقيق التلاؤم
والتكيف بين الإنسان وبيئته فلا يمكن لأي شخص أن يعيش ويتكيف مع محيطه دون
أن يكتسب عادات معينة ثم أن المجتمع ذاته لا يمكن أن يكون دون أن يفرض على
أفراده مجموعة من العادات التي ينبغي أن يكتسبوها كلهم،ومثال ذلك أن يتعلم
الضرب أو العزف على آلة موسيقية أخرى وقد بين*آلان*في قولهإن العادة تمنح
الجسم الرشاقة والسيولة).وإن تعلم عادة معينة يعني قدرتنا على القيام بها
بطريقة آلية لا شعورية وهذا ما يحرر شعورنا وفكرنا للقيام بنشطات أخرى فحين
نكتب مثلاً لا ننتبه للكيفية التي نحرك بها أيدينا على الورقة بل نركز جل
اهتمامنا على الأفكار،إذاً فإن عاداتنا أسلحة في أيدينا نستعملها لمواجهة
الصعوبات والظروف الأخرى،وكذلك نجد من تعلم النظام والعمل المتقن والتفكير
العقلاني المنطقي لا يجد صعوبات كبيرة في حياته المهنية على خلاف غيره من
الأشخاص وكل هذا يجعلنا نقر بإيجابية العادة.
بالرغم من إيجابيات العادة إلا أنها تشكل خطراً عظيما في بعض الأحيان،وهذا
ما نبه إليه رجال الأخلاق الذين لهم تجارب عدة في تبيين سلبيات العادة
فنبهوا مراراً على استبداد العادة وطغيانها،فمن تعلم عادة أصبح عبدا
لها،وعلى الرغم من الفوائد التي تنطوي عليها فإن لها أخطار جسيمة.
إن العادة تكون إيجابية أو سلبية وفقا لعلاقتها بالأنا،فإذا كانت الأنا
مسيطرة عليها فإن العادة في هذه الحالة بمثابة الآلة التي نملكها ونستعملها
حينما نكون بحاجة إليها وقت ما نريد،لكن العادة قد تستبد بالأنا(الإرادة)
فتكون عندئذ عائقا حقيقيا ومن ثم يكون تأثيرها سلبيا بالضرورة.
وخلاصة القول أن السلوك الإنساني مشروط بمجموعة من العوامل الفطرية
والمكتسبة و تشكل العادة أهم جانب من السلوك المكتسب،ولتحقيق التوافق بين
الشخص ومطالب حياته المادية و المعنوية أو هي كما يقول شوفاليإن العادة هي
أداة الحياة أو الموت حسب استخدام الفكر لها) أو بتعبير أحسن أن يستخدمها
الفكر لغاياته أو أن يتركها لنفسها.




الإشكال:هل الحرية حالة شعورية أم هي عمل التحرر؟.


يرى بعض المفكرين أن الحرية هي تجاوز أي إكراه داخلي أو خارجي،داخلي يتمثل
في الرغبات والشهوات والميول والحاجات النفسية البيولوجية وخارجي يتمثل في
الحتميات الطبيعية والاجتماعية لذا نتساءل هل يكفي المرء أن يشعر أنه حر
ليكون حراً حقاً أم أن الحرية ممارسة وفعل في الواقع اليومي؟.
بالنسبة لبعض الفلاسفة إن تجربتنا الشعورية الداخلية دليل كاف على أننا
أحرار ففي رأي المعتزلة(أن الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل فإذا أراد
الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن)،ومعناه أن الأفعال التي يقوم بها إنما
يمارسها بإرادته الحرة حسب الظروف التي تلامسه وفي هذا يقول ديكارتإننا
واثقون من حريتنا لأننا ندركها إدراكا مباشراً بل نحدسها حدساً)،حيث يرى أن
إحساس الإنسان الداخلي بالحرية ـ الواضحة والمتميزة ـ دليل كاف على حريته
يقول لوسينكلما أبحث في نفسي عن القوة التي تقيدني كلما أشعر أنه ليست لدي
أية قوة غير إرادتي ومن هنا أشعر شعوراً واضحاً بحريتي)،ولكن مثل هذا القول
لا يمكن أن يصمد للنقد ذلك أن الإرادة من الناحية الفلسفية باعتبارها العلة
الأولى قوة سحرية والأخذ بها فيه كثير من المبالغة كذلك أن الشعور وحده
يمكن أن يكون وهما خداعا لأننا نجهل الحتميات التي نخضع لها خضوعا داخليا
أو خارجيا سواء كانت نفسية أو طبيعية أو اجتماعية وهذا تكفل بسيادة عدد
كبير من المفكرين في العصر الحديث.
لقد حاول بعض الفلاسفة من الذين أدركوا المشكلة أن يزيحوا النقاب عن سر
اللغز فالرواقيون يرون أن العالم يخضع لقوانين ثابتة أي أنه يسير حتما
بمقتضى العلة والمعلول،وأن الكائن الإنساني الموجود في هذا العالم ليس حر
لأنه لا يمكن أن يكون حراً بالإرادة في عالم مجبر غير أن الإنسان ذو طبيعة
عاقلة و إذا أراد التحرر والسعادة فلا بد أن يعيش على وفاق الطبيعة بكل ما
تنطوي عليه هذه الكلمة من معان أي على وفاق مع قانون الطبيعة الذي يسيّر
العالم ويعيش حسب طبيعته العاقلة فيسير المرء في حدود ما يرشد إليه العقل
خاضعا لقوانين الكون المعقول فالقضية هي قضية حرب بين العقل والشهوات
فينتصر العقل إذن الحرية ليست معطى أولي ولا فضل من الطبيعة إنها تكتسب على
ضوء ما تملي به الطبيعة الإنسانية الحقيقية وتحررنا يقاس بضعف أو قوة
أعمالنا وإنجازاتنا و مجهوداتنا المبذولة فلا بد من قبول الضرورة إذن،كما
تقبل الأسطوانة الدوران وفي نفس الاتجاه يرى سبينوزا أن أفعال الإنسان مجرد
ظواهر آلية إذن فهو ليس حراً ولكن ليس معنى ذلك أن فيلسوفنا يلغي الحرية
وإنما يرى الحجة في قبول النظام الرياضي للكون والقوانين العقلية المسيرة
للحوادث فكلما ازداد العقل علما كما يقول ازداد فهما لقوانين النظام
الطبيعية وهو يقرر هنا أن العقل يجب أن يضع قانونا ينظم رغبات الإنسان
المتنافرة وبهذا يم




الموضوع الأصلي : 25مقالةفي مادة الفلسفة // المصدر : أمان الجزائر | Dz Security // الكاتب: Dz TEAM


توقيع : Dz TEAM







الإشارات المرجعية
التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك
الــرد الســـريـع
..


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



25مقالةفي مادة الفلسفة Collap11تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة





الساعة الآن.




12345678910111213141516171819202122232425262728
29303132333435363738394041424344454647484950515253545556
57585960616263646566676869707172737475767778798081828384
858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112

Rss

feed

atom

xml



إعلانات أمان الجزائر النصية
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
إعلانات أمان الجزائر
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
Copyright © 2009-2013 Dz Security , Inc. All rights reserved